في ذكرى ميلادِهما.. دَفَنا نجلهما الطفل الشهيد أبو عصب
القدس المحتلة - القسطل: أيّ وجع يعيشه المقدسيون في هذه المدينة التي لا تنتهي جروحها، تودّع أبناءها يومًا بعد يوم، تُهدم منازل أهلها فيُشرّدون في الشوارع ويحتلّ أرضهم مستوطن ثم يقول زورًا هذه أرضي، واليوم يدفن أهل العاصمة أجساد أبنائهم الباردة بسبب ثلاجات الاحتلال، في تراب الوطن، علّها تشعر بالدّفء الذي حُرمت منه طوال شهور وسنين.
شيّع المقدسيون أمس الطفل الشهيد عمر أبو عصب، الذي كان جثمانه محتجزًا في ثلاجات الاحتلال نحو ثلاثة شهور ونصف. كانت جنازته مقيّدة بعدد قليل من المشيّعين وذلك ضمن شروط الاحتلال للإفراج عن جثمانه.
سلّم الاحتلال أمس جثمان أبو عصب إلى ذويه عبر سيارة إسعاف جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالقدس، في مقر قيادة شرطة الاحتلال في الشيخ جراح، حيث نُقل إلى مشفى المقاصد، ثم إلى مقبرة باب الأسباط بعد الصلاة عليه. وهتف المشاركون "يا أم الشهيد نيالك.. يا ريت إمي بدالك".
تزامنًا مع ذلك، أغلقت قوات الاحتلال مداخل المقبرة، ومنعت مشاركة المقدسيين في تشييع جثمان الشهيد أبو عصب باستثناء 25 شخصًا فقط من عائلته.
السابع من آذار ذكرى ميلاد والدة الشهيد أبو عصب، وفي الثامن من آذار ذكرى ميلاد والده، في هذه الليلة الفاصلة بين اليومين، دفنا نجلهما الطفل "عمر" الذي قتله الاحتلال برصاصه، تاركًا وجعًا وألمًا لذويه لا يُمكن نسيانه.
واستشهد الطفل عمر أبو عصب (16 عاماً) من بلدة العيساوية شمالي شرق القدس، في الـ17 من شهر تشرين ثاني 2021 عقب تنفيذه عملية طعن في شارع الواد بالبلدة القديمة بالعاصمة، استهدف فيها عنصرين من شرطة الاحتلال.
ويواصل الاحتلال احتجاز جثامين 19 شهيدًا مقدسيًا من بينهم الطفل يامن جفال، والشهيدة الأم مي عفانة.