مخطوطات الأقصى..إرث تاريخي لمواجهة التهويد
القدس المحتل-القسطل: منذ اثني عشر عاما، يعمل مركز المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك، على الحفاظ والعناية بالمقتنيات التاريخية الورقية التي تعود لحقب زمنية مختلفة بطرق علمية، في الوقت الذي تسعى فيه سلطات الاحتلال لتهويد مدينة القدس وتزوير التاريخ.
في عام 2008 افتتحت دائرة الأوقاف الإسلامية، مركز المخطوطات في المدرسة الأشرفية الواقعة في الرواق الغربي للمسجد الأقصى، ويضم المركز عشرات آلاف المخطوطات التي يتم ترميمها.
يقول مدير مركز المخطوطات في المسجد الأقصى رضوان عمرو، في حديث مع "القسطل" إنه تم إنشاء المركز للاهتمام بموروث ورقي كبير في الأقصى، يتكون من آلاف المخطوطات، وعشرات آلاف الوثائق، ومئات السجلات التي بقيت في الأقصى من العصور الإسلامية الماضية.
وعن مراحل الترميم، يضيف عمرو أن المخطوط الورقي يمر بأكثر من 20 مرحلة ترميم، تُقسّم على أربع مراحل رئيسية وهي: مرحلة الفهرسة والتصوير الالكتروني، مرحلة التعقيم البيولوجي، المعالجة الكيميائية، والترميم اليدوي.
وأشار إلى أن مراحل ترميم المخطوط الورقي تستغرق ما يقارب عاما كاملا، وتصل تكلفة ترميمه لعشرات آلاف الدولارات.
وأوضح عمرو أن المركز لديه من التقنيات ما يكفل للحفاظ على هذه الأوراق، وإعادة تماسكها وخياطتها من جديد، وتجليدها، مبينا أن المخطوطات العربية تُصنع من مواد طبيعية بالكامل، إذ كانت تصنع بأحبار طبيعية، حيث كان العالم العربي والمشرق يحافظ على استخدام مواد طبيعية في الأحبار والاوراق والاصماغ والجلود، وهي تشكل بيئة حيوية لنمو البكتيريا وبعض أنواع الحشرات، التي تقتات على الأوراق والمواد العضوية.
وقال:"وظيفتنا اليوم هي محاولة تمديد عمر هذه المخطوطات للأجيال القادمة، والحفاظ عليها في بيئة سليمة، إذ استطاع المركز ترميم مئات الوثائق من حقب زمنية مختلفة".
وأردف إن من أبرز ما نجح فريق المخطوطات بترميمه والحفاظ عليه، الجزء الأول من إحياء علوم الدين، للإمام أبو حامد الغزالي، واستغرق نحو 20 شهرا من العمل المتواصل مع كادرين من كوادر الترميم.
وتابع أن المركز نجح أيضا في ترميم مجموعة فريدة من الخرائط التي تعود للفترة العثمانية، وهي أقدم الخرائط لحدود الدولة العثمانية وأكبرها، وتعتبر أول خريطة تُرمم بأيد فلسطينية في الأقصى، وهي معروضة اليوم في المتحف الإسلامي بأبعاد كبيرة.
وأضاف أن المركز يسعى للحفاظ على هذه المخطوطات والوثائق التي تعتبر تراثٌ إنساني، والحفاظ عليها في ظل الظروف التي تعيشها مدينة القدس تحت الاحتلال، يجعلها تكتسب أهمية كبيرة.
. . .