هل تنفجر الأوضاع من بوابة القدس والأقصى ؟
الخوف من حصول تصعيد في شهر رمضان الفضيل القادم، في ظل تصاعد الأوضاع وتسارع التطورات في المنطقة والإقليم والعالم، هذا الخوف من أن تنفجر الأوضاع على نحو أسوأ مما حدث في رمضان من العام الفائت، بسبب الهبات المقدسية الثلاث؛ باب العامود والأقصى والشيح جراح، وما استتبعها من اندلاع معركة "سيف القدس " في أيار من العام ذاته، وتدخل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة نصرة للقدس والأقصى.
التخوف من اندلاع هبة عنيفة في شهر رمضان القادم تتطور إلى انتفاضة شعبية شاملة تطال كل فلسطين التاريخية، وربما تخرج الأمور عن السيطرة وتتدحرج إلى أبعد من ذلك، نحو حرب إقليمية محدودة، أكبر من معركة وأقل من حرب شاملة.
هذه التخوفات المقرونة بارتفاع عدد الشهداء في القدس والضفة والداخل المحتل منذ بداية العام الحالي إلى عشرين شهيداً بينهم أربعة أطفال، وكذلك تصاعد عمليات الاقتحام للأقصى من قبل الجماعات التلمودية والتوراتية، سواء في عيد المساخر "البوريم"، وما أعلنت عنه على وسائل التواصل الاجتماعي وصفحاتها الإلكترونية، وتوجيهها الدعوات لكافة أعضائها وأنصارها من أجل القيام بأوسع عمليات اقتحام للأقصى في خمس مناسبات لها، تأتي في شهر رمضان الفضيل، على أن يجري فيها ممارسة كافة الطقوس التلمودية والتوراتية العلنية في ساحات الأقصى، ومن ضمنها النفخ في البوق وأداء طقوس السجود الملحمي وقراءة فقرات من التوراة وسفر ايستر وتقديم قرابين الفصح.
تلك المناسبات هي عيد الفصح، ويوم الصوم المبكر، والسبت العظيم، ويوم الشواء، ويوم الهجرة العالي، والذي حدد كيوم تجري فيه أوسع الاقتحامات في الـ11 من شهر نيسان القادم.
هذه التخوفات دفعت بالمستويين السياسي والأمني الإسرائيلي لإجراء محادثات أمنية مع حليفتها الإستراتيجية وشريكتها المباشرة في العدوان على شعبنا أمريكا، عبر إيفاد مسؤول جهاز "الشاباك" رونين بار إلى أمريكا والالتقاء مع قيادات أمنية أمريكية للبحث في التصعيد المحتمل في شهر رمضان.
وجرت كذلك لقاءات أمنية وسياسية مع أكثر من عاصمة عربية لهذا الغرض، وأيضاً سيتم إرسال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف قريباً إلى المقاطعة في رام الله لعقد لقاءات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لرفع درجة التنسيق الأمني والعمل المشترك من أجل منع انفجار الأوضاع من بوابة القدس والأقصى.
"إسرائيل" ترى بأن هناك تصاعد في أعمال المقاومة في الضفة الغربية على شكل مواجهات شعبية واشتباكات مسلحة، وهناك سعي حثيث لإقامة بنى لفصائل المقاومة في جنين ونابلس، ولذلك لكي تقطع الطريق ولتجهض أي عمل مقاوم، تقوم بعمليات استباقية من ملاحقة للمطاردين واعتقالات للنشطاء والأسرى المحررين واغتيالات، ضمن ما تسميه بعملية "جز العشب" لمواجهة العمليات الفردية "الذئب المنفرد" من دهس وطعن وإطلاق نار إلى اجتثاث أي بنية لعمل مقاوم منظم.