في يوم الأم.. ما هي أمنيات أمّهات الأسيرات المقدسيات؟
القدس المحتلة – القسطل: كل الأمّهات يحتفلن اليوم مع أسرهنّ وعائلاتهنّ بمناسبة 21 آذار، وفي الوقت ذاته تُحرم 31 أسيرة فلسطينية بين أمٍ وفتاة من عيش هذه اللحظات بسبب سياسات الاحتلال الجائرة بحقهنّ.
يُحرم أطفالهنّ وذويهنّ من الزيارات المفتوحة، ومن تمكينهنّ من احتضانهم، عدا عن حرمان البعض منهنّ من الزيارة، أو عرقلتها في كثير من الأحيان، يرافق ذلك استمرار رفض إدارة السّجون توفير هاتف عمومي لهنّ، رغم المطالبات المستمرة منذ سنوات.
في يوم الأمّ، تفتقد كلّ أم أولادها وبناتها في سجون الاحتلال، هنّ لا يعرفن النّوم ولا راحة البال، ففلذة أكبادهنّ يغيّبهم الاحتلال عن أفراح وأتراح العائلة، حتى باتت أمومتهنّ “منقوصة”.
التقت "القسطل" مع أمّهات الأسيرات المقدسيات في باحات المسجد الأقصى المبارك، ووجهنّ رسائلهنّ وأمنياتهنّ في "يوم الأم".
تسترجع والدة الأسيرة المقدسية نورهان عواد في حديثها كيف كانت ابنتها تبدأ بالتخطيط لهذه المناسبة قبل عدّة أيام، بلهفةٍ وحُب.
وتُحدّث "القسطل" قائلة: "إن شاء الله آخر عيد وإنتِ بعيدة عنا.. هذه هي السنة السابعة دون نورهان، وأملنا بالله كبير أن نجتمع معها بأقرب وقت.. وجودها في المنزل هو أحلى هدية".
أمّا والدة الأسيرة المقدسية فدوى حمادة، تقول إن: "آخر هدية وصلتني منها.. كانت كثير حلوة.. لما فتحت الباب ودخلت عليّ وهي حاملة الهدية كانت طلتها بتجنن.. كانت فرحانة وحضنتني.. الحمدلله".
تجلس بجانبها والدة الأسيرة المقدسية مرح باكير، وتقول بحرقةٍ وغصّة: "في مثل هذا اليوم كل الأبناء يُعيدون أمّهاتهم.. كانت مرح هي أول من تُعيد عليّ.. تأتي على الساعة الثانية عشر ليلاً وتقول لي: كل عام وإنتِ بخير".
وتُبيّن لـ "القسطل" أن "المناسبات الدينية والعامة تُذكرنا ببناتنا خلف القضبان، وباحتفالاتهنّ معنا ووجودهنّ المميز في المنزل".
وتتابع: "كل عام وكافة أمّهات الشهداء والأسرى بخير.. أسأل الله أن تكون فرحتنا كبيرة باجتماعنا معهم ومعانقتهم الحريّة".
أمّا والدة الأسيرة شروق دويات، تقول بنبرةٍ حزينة: "كل عام وأمّهات الأسرى والشهداء بألف خير.. كل عام والأسيرات الأمّهات بألف خير".
وتضيف: "هذه هي المرة السابعة التي يأتي فيها يوم الأم وشروق ليست معي.. النقص كبير.. الألم كبير جداً ولا يوجد أيّ فرحة.. عيدي هو يوم تحرير الأسيرات والأسرى".
وبصبرٍ وفخر، تتابع والدة الأسيرة نوال فتيحة: "هذه هي السنة الثالثة التي تغيب فيها نوال عنا… كل عيد كانت تحتفل بي وتُحضر لي هدايا جميلة بمشاركة شقيقاتها، الحمدلله دائماً نفتقدها.. أتمنى أن تكون معنا في السنوات القادمة ونحتفل مع بعض".
أمّا والدة الأسيرة ملك سليمان، تُحدّث "القسطل" والدموع تحتبسُ في عينيها، قائلة: "كثير افتقدت ملك.. كانت هي الوحيدة اللي تفتقدني بيوم الأم لأنها بنتي الكبيرة".
وتردف: "أقول لملك ان شاء الله يا ماما بتكوني السنة الجاي عندي، وتقدمي أحلى الهدايا.. بكلمة حلوة وحنونة.. الله يرضى عليكِ ويفك أسرك إنتِ وكل الصبايا".
ووفقاً لمؤسسات الأسرى، يحتجز الاحتلال في سجن “الدامون” 31 أسيرة فلسطينية من بينهنّ 10 أمّهات.
والأسيرات الأمّهات هنّ: إسراء جعابيص، فدوى حمادة، أماني الحشيم، ختام السعافين، شذى عودة، عطاف جرادات، سعدية فرج الله، فاطمة عليان، شروق البدن، وياسمين شعبان.
. . .