ما العوامل التي قد تؤدي لانفجار الأوضاع في القدس والضفة خلال رمضان؟

ما العوامل التي قد تؤدي لانفجار الأوضاع في القدس والضفة خلال رمضان؟

القدس المحتلة - القسطل: تُشير كافة التقديرات والتحليلات إلى أن الأوضاع في شهر رمضان القادم لن تكون كتلك التي عاشتها مدينة القدس خلال العام الماضي 2021، بل ستكون هذا العام أكثر حِدّة وانفجارًا وذلك بسبب عدّة عوامل وأسباب وظروف، ستُصعّد من المشهد.

المختص في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة أكد أن المشهد مرشّح فعلًا لتصاعد الفعل المقدسي والمواجهة مع الاحتلال، وكذلك رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر هدمي الذي أكد أيضًا أن الكرة لن تكون في ملعب الاحتلال بل ستتحول القدس والضفة المحتلة إلى مسرح للمواجهة معه بسبب إجراءاته وما قال عنها تسهيلات ستقلب الطاولة عليه.

يقول المختص في الشأن الإسرائيلي، والأكاديمي المقدسي محمد هلسة إن الاحتلال يخشى التصعيد ولا يُريده، ولكنه أيضًا لا يُريد أن يتنازل عن صورة سيادته الكاملة في القدس، ولا يتسامح مع أي مساس بصورة هذه السيادة المطلقة الأمنية والسياسية داخل المدينة.

ويبين لـالقسطل أن الاحتلال يُحاول أن يُوازن بين رغبته في إحكام سيطرته وسيادته على كامل المدينة ومنع انفجار المشهد في القدس، خاصة في شهر رمضان الذي يُعتبر شهر شد الرحال للمسجد الأقصى، ويزداد الحجيج إلى القدس من غزة والداخل والضفة، ما يزيد من الاحتكاك مع الاحتلال.

ويضيف أنه من الصعب أن توازن دولة الاحتلال ما بين احتياجاتها ورغبتها في استمرار سيطرتها الكاملة على مدينة القدس، وبين الحفاظ على الهدوء فيها، لأن هذا الأمر -خاصة في رمضان وفي ظل زيادة الوجود الفلسطيني وزيادة الاحتكاك مع الاحتلال- يصعب السيطرة عليه والتحكم به.

"من قال إن النار في مدينة القدس قد خمدت"

ويقول هلسة إن إسرائيل تحاول تنفيس المشهد، من خلال الإيهام بأنها تقوم بإجراءات لسحب البساط من تحت فصائل المقاومة والحركات الفلسطينية، وإعطاء انطباع بأن هذه الإجراءات التي تقوم بها، كتسهيل دخول العمال من غزة للداخل، وتسهيل زيارات أهالي أسرى غزة المحسبوين على حركة فتح، ومنح تصاريح أكثر لأهل الضفة للدخول للقدس، كلها محاولات تأتي بالتوازي مع اتصالات وزيارات يقوم بها رجالات السياسة والأمن للمقاطعة في رام الله، وأيضًا أركان النظام الأردني مع القيادة في رام الله، لمحاولة منع جر المنطقة إلى مواجهة.

ويؤكد أن صورة ما جرى في القدس خلال العام الماضي لم تغب عن ذهن إسرائيل، متسائلًا: من قال إن النار في مدينة القدس قد خمدت؟! إنها دائمة الاشتعال.

ويبين أن النار في المدينة ما زالت مشتعلة وعوامل توترها واشتعالها دائمة الحضور، فمحاولات الاحتلال الحثيثة لملاحقة الإنسان الفلسطيني، والرواية الفلسطينية، الحضور الفلسطيني، والثقافة الفلسطينية، الحجر والشجر الفلسطيني، محاولات لا تنفك، والإنسان الفلسطيني في القدس يُعتبر العثرة أمام تسريع تنفيذ الاحتلال مخططاته في المدينة، وبالتالي فإن الصدام قائم ما دام هناك فلسطيني.

وتابع: الصدام قائم ما دام هناك سلطة احتلال متسلحة بأجندة وإستراتيجية استيطانية، حكومة يمينية تقوم بالتعاطي بشكل إيجابي جدًا مع الجماعات الاستيطانية وجماعات الهيكل وتهويد المسجد الأقصى.

ويتوقع المختص في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة بأن المشهد مرشّح فعلًا لتصاعد الفعل المقدسي والمواجهة، نظرًا لأن المشروعين ما زالا حاضرين في العاصمة؛ مشروع استيطاني تهويدي ترأسه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ورأس النظام السياسي، ومشروع الإنسان الفلسطيني المقاوم الرافض للوجود الإسرائيلي وبطشه.

ويوضح لـالقسطل أنه طالما أن هذين المشروعين متواجديْن، فسيستمر الصراع في القدس، ولا نعلم إلى أين يُمكن أن تتدحرج المواجهة في القدس ولأي الساحات والجبهات يُمكن أن تصل المواجهة.

هدمي: يخشى الاحتلال من تطور الأمور، وأن ينفلت العقال وأن تُصبح الضفة الغربية مسرحًا للعديد من العمليات وهي مؤهلة الآن لذلك

بدوره، قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر هدمي إن الاحتلال يمر بمأزق يتمثل في حكومته الهشة المتطرفة التي تمثل وجهة نظر المستوطنين أكثر من أي أحد آخر.

ويضيف أن حكومة الاحتلال تريد أن تستمر، فـ نفتالي بينت يعي تمامًا أنه لو جرت انتخابات الآن، فلن ينجح، وحزبه لن يكون في الكنيست، لذلك هو يسعى لأن يبقى موجودًا في هذه الحكومة، وأن لا تجري عملية حجب ثقة عن الكنيست أو أي انتخابات جديدة.

وبالتالي، وفق هدمي، فإن بينت يحرص على تنفيذ توجيهات المستوطنين وأطماعهم، وبالذات في القدس والمسجد الأقصى، قد يحرّك هذه الأطماع حزب الليكود وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو من أجل إسقاط الحكومة وإحراجها، لذلك نرى أن المستوطنين يتطرفون لأبعد حد هذه الفترة بهدف إحراج الحكومة الحالية وإسقاطها ربما، من أجل الدخول في انتخابات جديدة لأن حزب الليكود يرى أن من مصلحته الدخول في انتخابات جديدة.. لذلك هناك دعوات من المستوطنين بتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى بالذات في رمضان، وخلال فترة الأعياد الصهيونية.

ويبين هدمي لـ"القسطل" أن هناك العديد من الملفات التي أجلتها حكومة الاحتلال ولم تستطع القيام بها وتنفيذها، مثل ملف الشيخ جراح، ملف هدم مبنى في الطور، ملفات الهدم في سلوان، ملف اقتحامات المسجد الأقصى، ملف النقب الذي بات قنبلة موقوتة، كلها ملفات في قائمة الانتظار ويحتاج تنفيذها ظروفًا معينة، وبالتالي هي ملفات تدفع باتجاه الانفجار الكبير بوجه الاحتلال.

إزاء كل هذا الضغط الذي يعيشه الاحتلال، فلا بدّ من الإعلان عن بعض التسهيلات التي قال عنها هدمي سلاح ذو حدين، بمعنى أنها قد تؤدي بشكل من الأشكال لتخفيف الضغط والاحتقان في الضفة الغربية، ولكن في الوقت ذاته، ستسمح للعديد ممن يفكرون بالقيام بعمليات فدائية بأن يدخلوا لفلسطين المحتلة عام 1948 والقيام بعملياتهم هناك.

وقال: الاحتلال يخاطر بهذا الأمر، وسيعتمد بذلك على العمليات الاستخباراتية سواء من قبل السلطة الفلسطينية أو غيرها، وسيشكل مصدر معلومات يُحارب به أي عملية ممكن حصولها في الداخل المحتل.. ولكن في نهاية المطاف، إعطاء تسهيلات حقيقية لأهل الضفة سيؤدي إلى زيادة احتمال حصول عمليات.

قد تكون هذه التسهيلات التي تحدّث عنها الاحتلال غير حقيقية، وأنه أعلن عنها إعلاميًا فقط، بحسب ما أفاد به رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد.

وقال لـ"القسطل": قد لا تكون التسهيلات حقيقية، قد يسمح لأهلنا في الضفة بدخول القدس، ولكنه سيُضيق عليهم عبر الحواجز العسكرية، وسيجعلها مكانًا للتنكيل بالفلسطينيين، ولن يسمح بدخول العديد منهم، ما يتسبب بحصول أزمات شديدة تمنع وصول الفلسطينيين للقدس والمسجد الأقصى، وهذا سيؤدي لغضب جماهيري على الحواجز ثم لانفجار أوسع.

وعن عامل آخر قد يؤدي إلى التصعيد، يقول هدمي إن شهر رمضان بحد ذاته، شهر يرفع الروح المعنوية لدى المسلمين، وفي فلسطين يرفع الروح المعنوية لأهلنا في الضفة الغربية بالذات لأنهم يحاولون الوصول للمسجد الأقصى بكل الطرق الممكنة، حتى مع وجود الحواجز والمعيقات التي يضعها الاحتلال.

ويُلفت إلى أن هذه الروح المعنوية ستؤدي إلى الانفجار في ظل سماح الاحتلال للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى وحرصه على ذلك، مشيرًا إلى أن هذا الحرص، استيطاني تهويدي أصيل، هدفه كسر القاعدة في أن شهر رمضان هو شهر خاص بالمسلمين وأن الأقصى يجب أن يكون فقط للمسلمين.

وفقًا لهدمي، يخشى الاحتلال من تطور الأمور، وأن ينفلت العقال وأن تُصبح الضفة الغربية مسرحًا للعديد من العمليات وهي مؤهلة الآن لذلك، نتيجة الواقع والتوتر الشديد الذي تعيشه، وقال: لا أظن أن التنظيمات في الضفة كانت نائمة أو أنها لم تجهز وتعدّ العدّة لكنها بانتظار نقطة الصفر.. إن أي تصعيد في القدس هو تصعيد في كل المنطقة ولن يقتصر على العاصمة وحدها”.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: