"أصبحت قضيتنا أصعب".. عائلات الشيخ جراح تعقد مؤتمراً صحفياً في الحيّ
القدس المحتلة – القسطل: عقدت عائلات حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، عصر اليوم الإثنين، مؤتمراً صحفياً تحدثث خلاله عن تزايد اعتداءات المستوطنين على الحيّ، وطالبت بالكتاب السياسي من الملك الأردني عبد الله الثاني لمؤازرتهم والضغط على الاحتلال.
وقبيل بدء المؤتمر، عرقلت شرطة الاحتلال عمل الصحفيين الذين جاؤوا للتغطية ونقل صوت العائلات.
وأكدت العائلات خلال المؤتمر الصحفي الذي وثّقته كاميرا "القسطل" أن مدينة القدس تواجه تطهير عرقي ممنهج ومستمر، وأن سرطان الاحتلال ينهشّ بها من كافة الزوايا؛ من أجل تهويدها وإحلال شعب آخر مكان شعبها الأصلي.
وتابعت أنه: "بعد أن حوّلت محكمة الاحتلال قرار البتّ في قضية الملكية على أرض "كرم الجاعوني" ضمن إجراء منفصل، بهدف تحقيق ما يسمى بـ "تسوية الحقوق في الأراضي"، أصبحت قضيتنا أصعب".
وشددت العائلات على أن المستوطنين أصبحوا أكثر شراسة، وقاموا بتهديدهم بالقتل وحرق منازلهم بشكلٍ علني.
وأضافت: "هم عبارة عن جماعات منظمة ومسلحة، وليسوا بمستوطنين عشوائيين، سبق لهم أن اعتدوا على ممتلكاتنا وأطفالنا دون أيّ تحرك يُذكر من قبل حكومة الاحتلال، بل إن كافة الانتهاكات تتم بحماية شرطة الاحتلال".
وأكدت في مؤتمرها الذي رصدته كاميرا "القسطل" أن قضية الشيخ جراح ليست قضية ملكية، إنّما قضية استيطان يهدف لمحوهم وتطهيرهم عرقياً من منازلهم وأراضيهم.
كما ناشدت العائلات الحكومة الأردنية بالاستمرار بدعمهم السياسي، والضغط على حكومة الاحتلال بإيقاف التطهير العرقي بالقدس، وتأمين الحماية لهم من عصابات المستوطنين.
يذكر أن حي الشيخ جراح هو حي فلسطيني مقدسي يقع على بعد 2 كم شمال أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، ووفقاً لاتفاقية عُقدت بين الحكومة الأردنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عام 1956، انتقلت 28 عائلة فلسطينية من العائلات التي هُجرت إثر النكبة إلى السكن في منازل الحي التي بُنيت من طرف الحكومة الأردنية.
ويعاني اليوم أكثر من 500 مقدسي من خطر التهجير والإخلاء لصالح المستوطنين، ويتعرّضون للمضايقات والتفتيش على مداخل الحي، ولهجمةٍ شرسة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال التي تؤمن الحماية لهم.
ويوم أمس، ذكرت مصادر عبرية أن جماعات “مسلحة” من مستوطني الضفة الغربية المحتلة، تخطط للوصول إلى حي الشيخ جراح شمال البلدة القديمة في القدس، خلال شهر رمضان القادم.
وأفادت قناة "كان" العبرية، بأن تلك الجماعات المسلحة تزعم بأن هدفها هو حماية المستوطنين في الحي خلال رمضان بسبب عدم قيام شرطة الاحتلال بذلك.
وبيّنت القناة العبرية أن عضو برلمان الاحتلال “الكنيست” إيتمار بن غفير، سيبقى في الشيخ جراح أيضاً خلال رمضان، ولن يقوم بإخلاء مقره وإزالة مكتبه الذي وضعه في الحي.
وكان حي الشيخ جراح إحدى النقاط الساخنة في القدس التي اشتعلت خلال شهر رمضان من العام الماضي، حيث كانت المواجهات يومية ما بين المستوطنين وأهالي الحي من جهة، وشرطة الاحتلال والسكان والمتضامنين معهم من جهة أخرى.
واستخدمت قوات الاحتلال كل أساليب القمع والعنف من أجل إخلاء حي الشيخ جراح وعدم وصول المتضامنين مع سكانه إليه، والوقوف معهم وإسنادهم، عبر إغلاق مداخله بالحواجز الحديدية، وإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغازية واستخدام سيارة المياه العادمة.
. . .