خيمة على ركام حلم العمر الذي هدمه الاحتلال
القدس المحتلة-القسطل: في ليلة باردة من ليالي تشرين الثاني، وأمام ناظريه، كانت أسنان الجرافة تهوي على سقف منزله، تهدم شيئا فشيئا جدرانه، وخلال دقائق تحول حلم العمر إلى ركام، ليُشرّد الاحتلال عائلة فواز عبده من جبل المكبر جنوب القدس المحتلة.
"سواء هدموا البيت أو ما هدموه، مش رح أطلع من القدس، هاي بلدنا ورح نضل فيها، لو بسكن في خيمة، وسياسات الاحتلال ما رح تجبرنا نترك المدينة"، يقول عبده.
في حديث مع "القسطل" أشار عبده إلى أنه بنى منزله عام 2014، إلى جانبه منزل قديم تم بناؤه في الأربعينيات، قبل احتلال مدينة القدس، وفي عام 2019 بدأ معركته مع سلطات الاحتلال التي سلّمته أمر هدم لمنزله.
توجه عبده للقضاء "الإسرائيلي" في محاولة منه لتجميد القرار أو وقفه، لكن بعد ثمانية شهور، أصدرت المحكمة قرارها لصالح بلدية الاحتلال، ليتم تسليمه أمرا يقضي بهدم منزله في العشرين من شهر تموز الماضي.
تواصل عبده مع محاميين وجهات عدة لتأجيل موعد الهدم، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، وأمهله الاحتلال مدة شهرين فقط لهدم المنزل، تنتهي في الأول من تشرين الثاني الماضي، مع دفع كفالة مالية كضمان لتنفيذ الهدم.
في الموعد المحدد، لم يستطع عبده أن ينفذ القرار ويهدم منزله بيده، ليقتحم الاحتلال المنطقة مرارا وتكرارا ويتواجد قرب منزله، يطالبه بهدمه.
تهديدات الاحتلال دفعت عبده ليفترش الأرض ليلا أمام منزله، تحسبا لأي عملية هدم ينفذها الاحتلال في أي لحظة.
https://www.facebook.com/AlQastalps/posts/228840702044526
في الثلاثين من تشرين الثاني، اقتحم الاحتلال منزل عبده وهدده بأنه في حال لم يتم هدم المنزل خلال 24 ساعة، ستقوم بلدية الاحتلال بهدمه فوق رؤوسهم وعلى أثاث المنزل، دون اكتراث لهم، وسيتم مخالفته بـ100 ألف شيقل في حال عدم التنفيذ.
70 ألف شيقل مخالفات سابقة فرضتها سلطات الاحتلال على المواطن عبده، ليجبره الاحتلال على هدم منزله، بعد أن قام باستئجار جرافة بدلا من هدمه بيده، وهو ما لا يقوى على فعله.
شرّد الاحتلال عائلة عبده المكونة من ستة أفراد، ليتحوّل منزله من جدران ونوافذ وباب يدخل ويخرج منه، إلى كومة من الركام.
انتقل عبده للسكن في منزل شقيقه القريب منه، لكنه قرر عدم ترك المنطقة والرحيل، لينصب خيمة يقطن فيها على ركام منزله.
"بيتي تم بناؤه على أرض محتلة، ليست تابعة لكل كيان الاحتلال، وهدم المنزل جريمة ويخالف القانون الدولي لأنها أرض محتلة، ولو توفرت الإمكانيات سأقوم برفع دعوى قضائية في المحاكم الدولية على سلطات الاحتلال"، يقول عبده.
. . .