من شمالها حتى جنوبها.. تسارع وتيرة الاستيطان في القدس
القدس المحتلة - القسطل: تتسارع وتيرة الاستيطان والتهويد في مدينة القدس المحتلة، والعمل على مصادرة الاحتلال للأراضي الفلسطينية فيها من أجل بناء وحدات استيطانية جديدة، أو حدائق توراتية أو الاستيلاء على عقاراتها وإحلال مستوطنين مكان أصحابها الأصليين من المقدسيين، أو إنشاء مشاريع تهويدية.
من شمال العاصمة حتى وسطها وصولًا إلى جنوبها، باتت القدس محاصرة بسلسلة من المستوطنات والمشاريع الاستيطانية على حساب أراضي الفلسطينيين.
وما زالت البلدة القديمة بمدينة القدس تتعرّض لانتهاكات جسيمة بحقّ تجارها كي يتم تحويل أسواقها إلى مكان تهويدي بامتياز، إضافة إلى السيطرة على عقاراتها القديمة والاستيلاء عليها بالتعاون مع محاكم الاحتلال وتهجير المقدسيين منها.
ولعلّ سيطرة جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية على جزء من فندق البتراء في باب الخليل آخر ما تم الاستيلاء عليه، ولكنها لن تكون المرة الأخيرة فالأطماع ما زالت تحوم حول عقارات أخرى كفندق “إمبريال” المجاور له.
الفندقان كانا جزءًا من صفقة تم بموجبها تسريب أراض وعقارات لجمعيات استيطانية من قبل بطريرك الروم الأرثوذكس السابق عام 2005.
وإذا ما توجّهنا جنوب المسجد الأقصى، سنجد أن ستة أحياء من بلدة سلوان معرّضة لهدم منازلها وتهجير سكانها لصالح جمعيات أو مشاريع استيطانية وإقامة حدائق توراتية. والأحياء المستهدفة هي؛ وادي حلوة، البستان، بطن الهوى، واد الربابة، عين اللوزة وواد ياصول.
أمّا في جبل المكبر المجاورة لها، فبات شبح الهدم يتهدّد عشرات العائلات المقدسية في البلدة التي رفضت عشائرها ومؤسساتها الهدم القسري، وقرّرت أن لا يهدم أصحاب المنازل منشآتهم بأيديهم.
الهدم سيطال عشرات المنازل من أجل مشروع “الشارع الأمريكي” ضمن مخطط “الطوق الشرقي” والذي يعد أكبر مشروع استيطاني يهدف لربط المستوطنات الواقعة شمال وجنوب وشرق القدس ببعضها البعض، من مستوطنة “جبل أبو غنيم” جنوب العاصمة إلى “معاليه أدوميم” (شرقًا).
وسيمر الشارع الأمريكي على طول أحياء: الصلعة، جعابيص، بشير، شقيرات، قنبر، وحي المدارس، وأم ليسون كذلك وبلدة صور باهر.
ولن تتوقف عملية مصادرة الأراضي هنا من أجل هذا المشروع، بل سيتم استكمالها في مناطق شرقي القدس، في بلدات؛ أبو ديس والسواحرة الشرقية والشيخ سعد، وغيرها.
أما في بلدة بيت صفافا، سيتم إقامة حي استيطاني باسم "جفعات هشكيد" سيعمل على إغلاق البلدة من الشمال، ومن الجنوب تغلقه في المستقبل مستوطنة "جفعات همتوس".
وفي قرية الولجة جنوب القدس، والتي تعدّ أجزاء من أراضيها ضمن حدود بلدية الاحتلال (نحو 80 دونمًا)، المنشآت المقامة على تلك المساحة مهددة بالهدم.
ويقيم في القرية نحو ألف فلسطيني، وهدمت بلدية الاحتلال فيها نحو 80 منزلاً، وما زالت هناك أوامر هدم قضاياها معلقة في محاكم الاحتلال.
أحيطت القرية بجدار الفصل العنصرية، والأراضي الزراعية والسلاسل الحجرية الفاخرة فيها أعلن عنها كـ"حديقة وطنية".
وفي العيساوية إلى الشمال الشرقي من العاصمة، تسعى بلدية الاحتلال لإقامة "حديقة توراتية"، وما زالت عمليات الهدم تطال منازل أهلها ومنشآتهم. وكذلك في الطور، التي ستكون إحدى محطات القطار التهويدي الهوائي من أهم وأجمل مطلّاتها وسيتم بالتالي السيطرة على المنطقة بشكل كامل من قبل الاحتلال.
وإذا ما اتجهنا نحو شمال البلدة القديمة، سنجد أن قضايا عدّة ما زالت معلّقة في الشيخ جراح، الذي يحاول الاحتلال وجمعياته الاستيطانية طرد وتهجير أهل الحي، والاستيلاء على منازلهم.
هناك أكثر من 500 مقدسي يتهددهم خطر التهجير والإخلاء لصالح المستوطنين، ويتعرضون للمضايقات من قبل بعضهم، ممن استولوا على بعض البيوت، إلى جانب مضايقات شرطة الاحتلال وعضو الكنيست المتطرف “إيتمار بن غفير”.
وعلى أراضي شمال القدس، فإن المشروع الاستيطاني المنوي إنشاؤه قرب مستوطنة “عطروت”، وتحديدًا مكان مطار القدس قديمًا، يُعتبر الحي الاستيطاني الأكبر الذي سيبنى خلف الخط الأخضر في القدس منذ التسعينيات.
سيتم بناء 9 آلاف وحدة سكنية في قلب الفضاء الفلسطيني؛ بين كفر عقب، وقلنديا، وبيت حنينا، وسيحرم الفلسطينيين من إعادة تشغيل المطار يومًا ما.