السياحة في القدس.. أداة بيد رواية الاحتلال
القدس المحتلة- القسطل: تعتبر مدينة القدس واحدة من أهم المعالم السياحية للسياح حول العالم، حيث تعد من أقدم المدن التاريخية، إذ تشير المصادر التاريخية إلى أنها بنيت قبل أكثر من 5 آلاف سنة، وفي ظل ما تحتويه هذه المدينة من معالم ومبان ذات دلالات تاريخية ودينية، يسعى الاحتلال ذلك لتقديم روايته الباطلة حول المدينة المعرضة بشكل يومي لعمليات تهويد مستمرة بهدف فصلها عن واقعها العربي والإسلامي، وفي هذا السياق نشر معهد القدس لبحث السياسات تقريراً في عام 2021 يقدم من خلاله تقييما لواقع السياحة في القدس بعد تنفيذ خطة " اليوبيل" التي يقول الاحتلال إن الهدف منها "تنمية اقتصاد القدس" بينما الهدف الحقيقي هو مزيد من التهويد للرواية.
ويشير التقرير إلى أن وزارة سياحة الاحتلال قامت بتركيز الجهود التسويقية على عدة بلدان أوروبية لجذب السياح كان أبرزها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكانت هناك نتائج إيجابية لهذه الجهود بالنسبة للاحتلال، حيث زادت نسبة وعدد السائحين من هذه البلدان، لكن الزيادة الأبرز كانت من السياح الألمان بما نسبته 31% ثم من روسيا وفرنسا.
يقول رائد سعادة رئيس التجمع السياحي في مدينة القدس إن "السياحة الداعمة للرواية الإسرائيلية في القدس تعتبر من المواضيع الشائكة والحساسة لأن الدليل السياحي يحمل رخصة من وزارة السياحة التابعة للاحتلال وليس بمقدوره سوى تقديم رواية الاحتلال، وإلا تسحب منه الرخصة وهذا نوع من الضغوطات التي تتعرض لها السياحة في القدس، وكنا قد طرحنا أشكال مختلفة من السياحة تسمى سياحة مجتمعية التي يكون فيها المجتمع المحلي أساسي من خلال زيارة المؤسسات والناس وتقديم الرواية الفلسطينية، لكنها ما زالت ضعيفة خاصة وأن إمكانية وصول الفلسطينيين إلى مدينة القدس ضعيفة في ظل ممارسات الاحتلال المانعة، وبالتالي عدد المجموعات المحلية الواصلة لمدينة القدس محدود جداً".
ويتابع سعادة في حديث لـ "القسطل" أن الوضع السياحي في شرق القدس تحديدا غير جيد بما فيه الكفاية خاصة وأن هذه المنطقة محرومة من السوق والسياح المحليين، وذلك يعود لعدة أسباب أبرزها أن فنادق شرق القدس تعتمد نوعا ما على الزوار من مدينة الضفة الغربية خاصة في عقد المؤتمرات والاجتماعات وهذا له تأثير كبير على واقع السياحة كما أن الفنادق الفلسطينية لا تستطيع الوصول للسوق المحلي مقارنة بالفنادق الإسرائيلية في غرب القدس وبالتالي السياحة الفلسطينية في القدس تعاني من كثير عوائق مقارنة بالسياحة الإسرائيلية التي تتمتع بحركة داخلية جيدة وسياحة من الخارج كبيرة بفعل تسهيلات الاحتلال وهذا غير متوفر نهائياً في القدس الشرقية وفنادقها".
ويشير تقرير معهد القدس لبحث السياسات أن نسبة السياحة في القدس زادت 68% مقارنة بعدد السياح الذين زاروا الأراضي المحتلة عام 1948، كما أن 77٪ من مجموع السياح الذين زاروا الأراضي المحتلة أي بما نسبته 78.13 من أصل 99 مليون، إلى جانب زيادة عدد الغرف والفنادق السياحية، لكن مع أزمة كورونا في عام 2020 انخفضت إلى أدنى نسبة منذ عام 1970.
ويوضح سعادة أن الامتيازات المقدمة للدليل السياحي الإسرائيلي أكبر من المقدم للدليل الفلسطيني وهذا ما يظهر بكثرتهم مقارنة بعدد الأدلة الفلسطينية، حيث أن عددا قليلا منهم ينجح في التدريب المقدم من قبل وزارة سياحة الاحتلال قبل الحصول على الرخصة، إلى جانب أن الأدلة الإسرائيليين يمتلكون عدة لغات مفقودة لدى الأدلة الفلسطينيين وبالتالي تكون عملية التواصل وتقديم الرواية الإسرائيلية متفوقة على ما يقدمه الدليل الفلسطيني.
وينوّه رائد سعادة إلى أن "الحرب الروسية - الأوكرانية" كان لها تأثير على قطاع السياحة في القدس خاصة من السياح الروس الذين يشكلون بالأساس نسبة كبيرة من عدد السياح من أوروبا الشرقية، وعلى الرغم من أن هذا التأثير غير واضح بعد من حيث النسب والإحصاءات الدقيقة، لكنه ملحوظ.
جدير بالذكر أن "القسطل" حاولت التواصل مع عدد من المرشدين السياحين في مدينة القدس، لكن رفضوا لتخوفات متعلقة بسحب رخصهم.
. . .