ثلاث سنوات على إعلان ترمب..القدس تواجه الاحتلال والمطبعين
القدس المحتلة-القسطل: يصادف اليوم مرور ثلاث سنوات على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب “القدس عاصمة لإسرائيل”، مانحا بذلك الاحتلال الضوء الأخضر لتهويد المدينة ومقدساتها، وقد أتبع ذلك بالإعلان عن "صفقة القرن"، التي سعت لخلق واقع جديد يتمثل بتطبيع دول عربية علاقاتها مع الاحتلال برعاية أمريكية.
واعتبر الخبير في شؤون القدس الأكاديمي جمال عمرو في حديث مع القسطل أن "إعلان ترمب القدس عاصمة ليهود العالم، كان أكثر فظاعة من وعد بلفور، لأن التغييرات على أرض الواقع كانت أسرع، والتنفيذ كان فوريا”. ويضيف عمرو أن ترامب شن معركتين ضد الفلسطينيين خلال حكمه: معنويا بمسار اتفاقيات التطبيع وإحباط الفلسطينيين، وماديا من خلال وقف التمويل. وتابع أن اتفاق “ابراهام” لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية، حصر المسجد الأقصى ب2% فقط من مساحته الكلية وهي المصلى القبلي، أي ما مساحته أربعة دونمات فقط، وما تبقى هو حق لليهود. وأوضح أن الأقصى يتعرض اليوم لحرب خطيرة، إذ أن هناك 28 منظمة يهودية متطرفة تمارس اعتداءاتها وانتهاكاتها بحق الأقصى برعاية حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية، ومباركة من أيدي عربية تقتحم الأقصى بحماية من الاحتلال. وأشار إلى أن ترمب أطلق معاول الهدم في المدينة لتستهدف كل القطاعات، إذ دّمر المنظومة السياسة الفلسطينية في القدس، والمنظومة الوطنية، وأطلق اليد للصهاينة لتغيير معالم باب العمود، وباب الخليل، ووادي حلوة، وواد الجوز، وجبل المكبر من خلال المشاريع الاستيطانية. مبينا أن في عهد ترمب شن الاحتلال أكبر عملية هدم لمنازل المقدسيين في المدينة. وقال:”الاحتلال استخدم الحرب الناعمة في مدينة القدس، من خلال استهداف العقول وإضعاف البنية التحتية، واعتقال وإبعاد النشطاء والمرابطين عن الأقصى والقدس، ظنا منه أن هذا قد يدفع المقدسيين لرفع الراية البيضاء وهو ما لم يحدث”. بدوره، يبين عضو مجلس الأوقاف الإسلامية حاتم عبد القادر لـ”القسطل” أن الاحتلال وظّف القرار الأمريكي باعتبار "القدس عاصمة لإسرائيل” ونقل السفارة من “تل أبيب” للقدس، توظيفا سياسيًا وقانونيًا ليسارع الخطى من أجل تكريس وقائع جديدة على أرض القدس. ويشير إلى أن الاحتلال كثّف من نشاطه الاستيطاني في السنوات الثلاث الماضية، خاصة جنوب وشرق المدينة، كما أن الانتهاكات الإسرائيلية تصاعدت بوتيرة متزايدة عقب إعلان ترمب، من هدم المنازل، والاعتقالات والإبعادات عن الأقصى والقدس، والتي طالت أيضا القيادات السياسية والدينية، في محاولة لتفريغ المدينة. وقال عبد القادر:”إسرائيل تشن حربا ديمغرافية في القدس، أخطرها حملة لتجنيس ما يقارب 20 ألف مقدسي، إذ كانت هذه الطلبات معطّلة ويتم رفضها في السنوات الماضية، والآن هناك محاولات جديدة لإعادة تفعيلها”. على الصعيد الديني، يوضح عبد القادر أن سلطات الاحتلال كثّفت من انتهاكاتها واستفزازاتها من خلال زيادة عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى وتمديد فترة اقتحامهم، وتمكينهم من أداء طقوس دينية، مشيرا إلى أن الاحتلال يسعى للتدخل في شؤون الأوقاف الإسلامية ومنعها من ممارسة دورها الوظيفي داخل الأقصى. وبيّن أن الاحتلال يحاول الإطاحة بالوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى في السنوات الماضية، مشيرا إلى أن الأقصى يشكل رأس الحربة في الاستهداف الإسرائيلي على القدس، فالاحتلال يسعى أيضا لتكريس القدس عاصمة دينية وليس فقط سياسية. وقال:”إن الممارسات الإسرائيلية بحق الأقصى غير مسبوقة خلال الثلاثة أعوام الماضية، والهجمة على المقدسات الإسلامية والمسيحية تؤكد محاولات الاحتلال لطمس تاريخ وتراث وحضارة المدينة المقدسة”. ويضيف عبد القادر أن المقدسيين يخوضون معركة يومية مع الاحتلال، الذي يستهدف وجودهم في القدس، ويشن حربا عليهم على جميع المستويات، لطردهم من المدينة، في الوقت الذي لم يلق المقدسيون دعما عربيا لتعزيز صمودهم. ويتابع أن تطبيع دول عربية علاقاتها مع الاحتلال كان خنجرا في صدر الفلسطينيين، وقدم خدمة مجانية للاحتلال ومنحه مزيد من الضوء الأخضر ليمعن في ممارساته ضد المقدسيين، مشددا على رفض أبناء المدينة زيارة الوفود المطبعة. ويؤكد عبد القادر أن دخول المطبعين للقدس والأقصى تحت مظلة الاحتلال هو اعتراف ضمني منهم بـ”شرعية الاحتلال”، واعتراف بالرواية الإسرائيلية في السيادة على القدس والأقصى، وهنا تكمن الخطورة.. . .