"أول ما شاف إني من جنين حكالي ممنوع ورجعني".. فلسطيني يروي تفاصيل منع الاحتلال دخوله للأقصى
القدس المحتلة- القسطل: "أول ما شاف إني من جنين حكالي ممنوع ورجعني"، بهذه الكلمات بدأ أحد أهالي مدينة جنين حديثه عقب أن منعته قوات الاحتلال من دخول العاصمة المحتلة، لأداء صلاة الجمعة الأولى من رمضان في المسجد الأقصى.
صباح اليوم، توافد آلاف المصلين الفلسطينيين من الضفة المحتلة وضواحي القدس عبر حواجز الاحتلال الثلاث؛ قلنديا، الزيتونة، و300، للدخول إلى القدس، وسط تضييقات الاحتلال وتقييد حرية العبادة.
منهم من استطاع الوصول إلى مسرى الرسول- عليه السلام- وشدّ الرحال إليه وإعماره، ومنهم من حُرم من دخوله وأبسط حقوقه في العبادة في شهر رمضان الفضيل.
يقول أحد أهالي مدينة جنين لـ "القسطل": "جئنا حسب التعليمات التي صدرت عن المسؤولين في حكومة الاحتلال.. قالوا إنهم سيفرضون تسهيلات من أجل الصلاة في القدس، حيثُ سيسمح للرجال فوق الخمسين عاماً، والنساء من كافة الأعمار".
ويتابع: "توجهت إلى المسجد الأقصى مثل كل عام، وعندما وصلت حاجز قلنديا قال لي الجندي: راجع المخابرات.. عُدت من جديد وحاولت الدخول عبر مسلك آخر، فنحن الشعب الفلسطيني عنيد ويُحبّ المحاولة".
ويُبيّن في حديثه مع "القسطل" أن الجندي عندما رأى أنه من مدينة جنين، قال له: "ارجع.. ممنوع تدخل"، دون النظر إلى تاريخ ميلاده.
وأردف بفخرٍ كبير: "قلت له أنا من جنين، وأفتخر أنني ابن جنين".
يشار إلى أن شرطة الاحتلال عززت من تواجد عناصرها في القدس وعند مداخل المدينة؛ وتم نشر المئات منهم بين أزقة البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى.
وأغلقت شرطة الاحتلال عدداً من الشوارع الرئيسية في القدس عبر السواتر الحديدية، ولم تسمح بمرور المركبات التي تقل مصلين عبرها، بل تركتهم يمشون مسافات طويلة حتى الوصول إلى البلدة القديمة ثم للمسجد الأقصى المبارك، من بينهم أطفال وكبار في السن، ومنعت كذلك قوات الاحتلال الحافلات العامة من بلوغ محطاتها المعتادة.
وكانت سلطات الاحتلال قد حددت دخول من هم فوق الخمسين عاماً من الرجال دون تصاريح، أما الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40 و50 عاماً فقد منعتهم من الدخول إلّا بتصريح، فيما سُمح للنساء والفتيات بالدخول دون قيود.
وبناء عليه، فإن من تتراوح أعمارهم ما بين 13 عاماً وحتى دون الـ40 عاماً سيُمنعون من دخول العاصمة، وسيخضعون لما يسمى بـ“الفحص الأمني”. وسواء في مدينة القدس أو الضفة المحتلة، فإن معظم أبناء شعبنا تعرّضوا للاعتقال والسجن الفعلي أو الإداري في معتقلات الاحتلال، وبذلك فإنهم سيُمنعون “أمنياً” من دخول القدس والصلاة في أحبّ الأماكن إلى قلوبهم، وهو المسجد الأقصى.
. . .