ماذا قالت الأوقاف في ردّها على منع الاعتكاف في المسجد الأقصى؟

القدس المحتلة - القسطل: ينتظر الفلسطينيون شهر رمضان المبارك بفارغ الصّبر حتى يعتكفوا فيه طيلة أيامه، فدخولهم ليس سهلًا في ظل تضييقات الاحتلال ومنعهم، خاصة الشبّان منهم والفتية، من دخوله بشكل قطعي دون حصولهم على تصريح من سلطات الاحتلال يخوّلهم الدخول للقدس، وكأنّ أهل فلسطين المحتلة يحتاجون إلى إذن لدخول عاصمتهم والصلاة في مسجدهم.

بصعوبة كبيرة ووسط عراقيل وقيود الاحتلال، يتمكن الشبان الفلسطينيون من دخول القدس، ويصلون إلى أحب الأماكن إلى أنفسهم، ووصولهم للمسجد الأقصى، هو كنز حقيقي بالنسبة لهم.

خلال الأعوام الأخيرة، وفي ظل تصاعد المواجهة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال والمستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى، باتت شرطة الاحتلال تمنع الاعتكاف فيه حتى منتصف الشهر، وهذا ما لا يرضى به الفلسطينيون. لكنّ دائرة الأوقاف باتت تطلب بنفسها هذا الطلب، وتوجه المصلين إلى مساجد البلدة القديمة للاعتكاف فيها، ثم العودة مجددًا لأداء صلاة الفجر في الأقصى.

في تصريحات له، قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، إن دائرة الأوقاف الإسلامية لا مشكلة لديها في الاعتكاف داخل الأقصى، وقال “هذا قانون جاري عليه كل عام”.

وأضاف أن جميع المصلين يستطيعون التواجد في المسجد الأقصى منذ الساعة الرابعة فجرًا، وحتى العشاء، وما بعد ذلك يُمكنهم التوجه إلى مساجد قريبة في البلدة القديمة، للمبيت والاعتكاف فيها، ثم العودة مجددًا للأقصى على صلاة الفجر.

تُحاول شرطة الاحتلال أن تفرض سيادتها في المسجد الأقصى وتمنع الاعتكاف خوفًا من أي مواجهة قد تندلع مع المستوطنين الذين يستمرون في اقتحام مسجدهم حتى في رمضان، فالاعتكاف يعني أعداد كبيرة من الشبّان، والخوف الذي يتولّد لدى المستوطنين، كما يتطلب الأمر تجهيزًا أكبر من قبل شرطة الاحتلال لعدّتها وعتادها وقمعها، تمامًا كما شهدنا العام الماضي.

خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أكد أن الاعتكاف يجب أن يكون بأعداد كبيرة، تملأ المسجد بالمصلين والمرابطين، مؤكدًا على أن وجود حشود المصلين داخل الأقصى خلال الاعتكاف يجبر الاحتلال على القبول بذلك.

ونبه خطيب الأقصى إلى وجود تفاهم بين "الأوقاف" بالقدس والاحتلال على بدء الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان فقط.

وحذّر من خطورة ما تخطط له العصابات الاستيطانية لاقتحام "الأقصى"، وذبح القرابين في باحاته، مؤكدًا أن ما يجري يحتاج لرباط مقدسي يحمي المسجد مما يحاك له من مؤامرات.

وفي هذا الجانب أيضًا، تساءل الباحث في الشأن المقدسي، زياد ابحيص: “هل هذا قرار الأوقاف حقاً أم الاحتلال؟ وهل واجب الأوقاف الأردنية أن تلعب دور التنسيق الأمني مع الاحتلال في الأقصى؟!”.

وأضاف أن “حكم الاعتكاف في الأقصى مندوب شرعًا، لكن القاعدة الشرعيَّة تقول أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولما كانت الاقتحامات الصباحية للمستوطنين لا تدفع إلا بالاعتكاف فإنه قد بات بفهمي كمسلم في مقام الواجب على كل قادر”.

وبيّن أن الكسواني أعلن عبر السماعات لليلة الثانية على التوالي منع الاعتكاف في المسجد الأقصى واعتباره مقتصراً على العشر الأواخر، وكلنا نعلم أنه ليس هناك أصل شرعي لمثل هذا السلوك، وأن قرار تحديد الاعتكاف نابع من إرادة الاحتلال أساساً.

وتابع: “إن كانت شرطة الاحتلال تريد أن تمنع الاعتكاف فلتفعل ذلك بيدها، وليُترك للمرابطين أن يقرروا في الميدان موقفهم من ذلك؛ ومحاولة منع الاعتكاف بين يدي تهديدات صهيونية باقتحامات الفصح هو شكل من التنسيق الأمني في تسهيل العدوان على أقدس مقدسات المسلمين؛ والأوقاف في غنىً عن وضع نفسها في هذه الزاوية المرفوضة والمدانة”.

رابط مختصر