محمد مطور.. بغمضة عينٍ فقَد عينَه برصاصة مُحتل
القدس المحتلة – القسطل: مساء الثامن من نيسان/أبريل الجاري خرج الشاب المقدسي محمد مطور ليشتري لوالدته، لكنه لم يكن يعلم أن إحدى رصاصات المُحتل الغادرة ستصيبه وسيفقد عينه، ويجد نفسه على سرير المشفى لإجراء عمليةٍ جراحية.
محمد إياد مطور ابن الـ17 عاماً من بلدة الرام شمال القدس المحتلة، أكبر الأشقاء، وشابٌ صبور، ورغم فقدناه عينه ظل يُردد: "فدا الأقصى".
يوم الجمعة الماضي، اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والشُبّان في بلدة الرام، أطلق خلالها الجنود الرصاص المطاطي في كل مكان. في حينها كان مطور خارجاً من منزله ليشتري لوالدته بعض الاحتياجات، وأُصيب برصاصةٍ مطاطية في عينه، ما استدعى نقله للعلاج بشكل فوري للمشفى.
يقول مطور في حديثه مع "القسطل": "كنت خارجاً لشراء بعض الحاجيّات، وفجأةً دخل شيء في عيني، وفقدت الوعي ووجدت نفسي في المشفى.. في البداية لم أكن أعلم أين أُصبت، وعندما وصلت المشفى علمت أنها جاءت في عيني".
ويُبيّن أن قوات الاحتلال تعمدت إطلاق الرصاص نحو عينه، وأن قناص الاحتلال كان يقفُ في منطقةٍ منخفضة وعندما رآه أطلق الرصاصة نحو عينه بشكلٍ مباشر.
ويُكمل بغصةٍ ونبرةٍ حزينة: "أنا من جوا مقهور لأنه راحت عيني.. متضايق كثير لأنه ما بشوف إلا بعين وحدة.. ولكن الحمد لله على كل شيء وحسبي الله ونعم الوكيل على الاحتلال".
صدمةٌ كبيرة
أما عمه مجد مطور يُبيّن لـ "القسطل" أنه كان في عمله المتواجد في بلدة عناتا شمالي شرق القدس، ورأى على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن إصابة أحد الشُبّان في الرام إصابةً حرجة.
ويتابع: "عندما اتصلت بأصدقائي كي أسألهم من هو المصاب، أجابوني: "ابن أخوك إياد.. الكبير"، واصفاً أن تلقي هذا الخبر كان صادماً جداً، حيثُ أخبروه أن إصابة محمد خطيرة في رأسه، دون أيّ تفاصيل أخرى.
مطور لم يعلم كيف حملته قدماه واستطاع الوصول إلى المشفى في مدينة رام الله، تاركاً محله التجاري مفتوحاً من هول الصدمة.
ويردف: "عندما وصلت إلى المشفى أخبرني الأطباء أن محمد فقد عينه ولا أمل من عودتها.. الحمد لله.. وهناك، طلب الأطباء تحويله إلى مشفى العيون في القدس".
"منعٌ أمني"..
وعقب إكمال كافة الترتيبات، والتنسيق مع المشفى، وتجهيز مركبة الإسعاف لنقل محمد إلى القدس، حدث ما لم يكن بالحسبان، حيثُ أبلغت سلطات الاحتلال الارتباط الفلسطيني أن "الشاب محمد مطور مرفوض أمنياً من قبل مخابرات الاحتلال، وممنوع من دخول مدينة القدس".
ويوضح عمه أن محمد أجرى عمليته الجراحية في مشفى "النجاح" في مدينة نابلس، وبقيت الرصاصة في عينه حتى الساعة الواحدة ظهراً من اليوم الثاني.
وعندما جاء الأطباء، وفحصوا حالة محمد، قالوا إنه سيفقد عينه إلى الأبد. وقعت هذه الكلمات كالصاعقة على محمد ثم فقد وعيه، وبدأ الأطباء بإيقاظه وتجهيزه لإجراء العملية الجراحية.
واختتم محمد حديثه مع "القسطل" مسترجعاً بذاكرته هذه التفاصيل المؤلمة، مردداً: "عندما قال الطبيب أن عيني ذهبت ولن تعود.. فقدت الوعي وسقطت أرضاً.. ولكن الحمد لله.. فدا الأقصى".
. . .