مختصون: إدخال قرابين الفصح تدنيس جديد للأقصى لن يمر بصمت وسيُشعل الميدان

القدس المحتلة - القسطل: أفاد مختصون في الشأن المقدسي أن ما تهدد به جماعات "الهيكل" المزعوم، بإدخال قرابين "الفصح" العبري مع بدء العيد نهاية الأسبوع الجاري للمسجد الأقصى، لن يمرّ بصمت، وسيكون الشعب الفلسطيني لهم بالمرصاد وفي مواجهة مُباشرة.

ويؤكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر هدمي أن سلطات الاحتلال كما كل عام، تقوم باستغلال موسم "الأعياد اليهودية" من أجل فرض واقعٍ جديد داخل المسجد الأقصى المبارك.

ويقول في حديثه مع "القسطل" إن سلطات الاحتلال "تواصل التصعيد من هجمتها بحق المسجد الأقصى من أجل إجراء تغييرات دراماتيكية داخله؛ وذلك في ظل تردي حالة الأمة العربية والإسلامية، وانشغال العالم والإعلام بنقل أخبار الحرب في أوكرانيا".

ويُشدد على أن سلطات الاحتلال تُسابق الزمن وتستغل هذا الواقع من أجل "إحداث تغييرٍ كبيرٍ في ساحات المسجد الأقصى، وقد رأينا ما حصل العام الماضي في شهر رمضان، وكيف كان الاحتلال يُهدد باقتحامٍ مُكثّف للمسجد، أدى في النهاية إلى انفجارٍ ومواجهةٍ عسكرية كبيرة".

تُعيد سلطات الاحتلال الكرّةَ لما حصل العام الماضي؛ إذ تستمر الجمعيات الاستيطانية بنشر تهديداتها لاقتحام المسجد الأقصى بشكلٍ مُكثّف خلال "الأعياد"، تحديداً في أسبوع عيد "الفصح" العبري، كما عبّرت عن نيّتها ذبح وتقديم "القرابين" داخل الأقصى، بالتنسيق مع محكمة وشرطة الاحتلال، وفقاً لما أوضحه هدمي.

ويعتقد بأن الخطورة الشديدة تكمُن في محاولات جلب "القرابين" حتى أبواب المسجد الأقصى، وبالتالي؛ فإن كافة المؤشرات تدل على أن الانفجار والمواجهة باتتا قريبتان جداً.

كما يؤكد أن خطوة ذبح وتقديم "القرابين" تعني أنه سيكون هناك تطوير واستحداث لأشكالٍ جديدةٍ من التدنيس والاعتداء بحق المسجد الأقصى، بشكلٍ أكبر مما سبق، ولا شكّ أن كافة المؤشرات تقول إن: "شرطة الاحتلال ستسمح بشيءٍ من هذا التطويع".

ويُبيّن هدمي لـ"القسطل" أن سلطات الاحتلال غير معنية بالتصعيد ولكنها مضطرة لأن تقوم بما تقوم به؛ لأنها تُريد أن تُحافظ على بقاء الحكومة الحالية في الحكم، وأن تسترضي المستوطنين الداعمين لهذه الحكومة، وأن تُسكت المستوطنين المعارضين لها".

بدوره، قال الباحث والمختص في شؤون القدس والأقصى د.عبد الله معروف إن إعلان الجماعات المتطرفة في القدس، محاولتها ذبح القرابين في المسجد الأقصى، تطور في غاية الخطورة لأنه يؤذِن حسب رؤية هذه الجماعات بإتمام عملية تحويل المسجد الأقصى لمقدس ديني لهذه الجماعات، وإقامة المعبد الثالث المزعوم من خلال إقامة الطقوس في المسجد الأقصى، وهذه الخطوة ما قبل الأخيرة التي تسبق البناء الفعلي لـ"المعبد" على أرض الأقصى -بحسب رؤيتهم- وهنا منبع خطورة الحدث لو حصل.

وبحسب د.معروف، لا يمكن توقع طبيعة فعل شرطة الاحتلال في هذا الشأن، لأنها تعتبر جزءًا من اليمين المتطرف ويسيطر عليها اليمين الصهيوني منذ أن ملأها وزير الأمن الداخلي السابق في حكومة بنيامين نتنياهو، جلعاد إردان، بعناصر اليمين، وأصبحت تمثل فعليًا تطلعات اليمين في الأقصى.

وقال: "شهدنا في الفترات الماضية، محاولة سلطات الاحتلال تخفيف الضغط عليها من المقدسيين من خلال مخادعتهم وإعلانها أنها ستبحث في إمكانية السماح للاقتحامات الصهيونية في أوقات المناسبات الإسلامية، وذلك حدث سابقًا عندما حصل تعارض بين المناسبات الدينية اليهودية وعيد الأضحى الذي كان من المفترض أن لا يدخل فيه أحد من المستوطنين للأقصى". 

ويردف: "في ذلك الوقت، قامت سلطات الاحتلال بعملية التفافية مخادعة على شعبنا، وأعلنت أنها تبحث في الموضوع فقط، حتى إذا انتهت صلاة العيد وخرج المصلون من المسجد، أعلنت السماح للمستوطنين بالاقتحام، لذلك لا يمكن الوثوق بأي تعهدات لدى سلطات الاحتلال فيما يتعلق بالمسجد الأقصى".

ويؤكد أن صمت سلطات الاحتلال يؤكد ما يتم تداوله في وسائل الإعلام أنها منحت الضوء الأخضر بالفعل لهذه الجماعات المتطرفة بأداء طقوسها داخل المسجد الأقصى في "الفصح" العبري، وهذا الأمر يُمكن أن يكون حقيقيًا إن لاحظت سلطات الاحتلال إمكانية أن يتم ذلك دون مواجهة.

"يُمكن أن يتم منع مثل هذه التهديدات بإدخال قرابين الفصح العبري، من خلال الاعتكاف والرباط في المسجد الأقصى، وإصدار تحذيرات واضحة من قبل شعبنا للاحتلال بما لا لبس فيه بخطورة ما يمكن أن يحدث فعليًا"، يبين الباحث معروف. ويضيف أن الأمر يعتمد بالدرجة الأولى إذن على شعبنا الفلسطيني وإمكانية الردع المسبق لسلطات وشرطة الاحتلال والمستوطنين وجماعات "المعبد" المتطرفة وردعها المسبق عن القيام بمثل هذه العمليات.

ويلفت إلى أن الأوضاع العامة في الأراضي الفلسطينية متفجرة بالفعل، والقدس على صفيح ساخن، والأحداث التي نشهدها تقريبًا بشكل يومي في كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية تشي بأنه لا يمكن أن يمر حدث كهذا -فيما لو حصل- بصمت وهدوء وإنما سيكون شرارة لأحداث أكبر.

رابط مختصر