عائلة شويكي.. "كيف لنا أن نخرج من بيت أحلامنا وذكرياتنا"
القدس المحتلة - القسطل: بدأت معنا الحديث عن ذكرياتها في هذا المنزل، كيف تزوّجت فيه وسكنته طوال تلك السنوات الماضية، خاضت معارك كثيرة مع الاحتلال، فسرق منها ابنيْـها برصاصه، واليوم يُريد منها أن تُخلي المنزل لصالح الجمعيات الاستيطانية المُحتلّة، وأن تترك كل شيء خلفها.
أسمهان شويكي من حي “بطن الهوى” في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى تحدّث “القسطل” والألم يعتصر قلبها عن معاناتها مع الاحتلال، وكيف أُصيب نجلها الأول “نزار” لتخرج حافية القدمين تبحث عنه في المشافي حتى علمت بنبأ استشهاده.
هي أم الشهداء والأسرى التي تُحارب اليوم كغيرها من أصحاب منازل حي “بطن الهوى” في سلوان، لانتزاع حقوقهم والعيش بمنازلهم المهددة بالمصادرة ضمن مخطط جمعية "عطيرت كوهنيم" للسيطرة على خمسة دونمات و200 متر مربع من المنطقة؛ بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881.
تدّعي الجمعية الاستيطانية أن محكمة الاحتلال “العليا” أقرت ملكية اليهود من اليمن لأرض “بطن الهوى”، ومنذ شهر أيلول من عام 2015 بدأت عمليات تسليم العائلات المقدسية التي تقطن في الحي بلاغات قضائية للمطالبة بالأرض المقامة عليها منازلهم وبشكل مكثّف.
محكمة الاحتلال “المركزية” في القدس رفضت مؤخرًا الاستئنافات المقدمة من ثلاث عائلات مقدسية (شويكي، عودة، الرجبي) ضد قرارات محكمة “الصلح” التي قضت بإخلائهم من منازلهم (بنايتان) لصالح “عطيرت كوهنيم”.
“عازّة علي داري ، لوِلْد وِلدي وأنا هون“، تقول أسمهان شويكي. وتضيف: “طول عمري عايشة في الدار، ويجوا بالساهل يطلعونا منها، عملوا فينا البلاوي ولسّانا قاعدين.. صابرين”.
يقول قتيبة شويكي لـ”القسطل”: “تتكون عائلتنا من 21 فردًا، منازلنا إمّا مهددة بالإخلاء أو الهدم، فمرّة تكون معركتنا مع بلدية الاحتلال ومرة أخرى مع الجمعيات الاستيطانية”.
ويضيف أن الاحتلال يهدف إلى تشريدهم وتهجيرهم من أرضهم ومنازلهم وإحلال المستوطنين مكانهم. ويوضح: “القصة مش قصة بيت ولا فرد، احنا بنحكي عن مئات البيوت وآلاف الأفراد اللي بعيشوا فيها”.
يؤكد شويكي أن ما تقوم به سلطات الاحتلال بحق المقدسيين في “بطن الهوى” يرقى لـ”جريمة حرب”، موجهًا رسالته لكل مهتم ومتابع للقدس قائلًا: “في هذه المرحلة ملف القدس يُحسم، فحافظوا على ما تبقى منه”.
وبمرارة، يقول قتيبة “عندما نتحدث عن الحياة المغمّسة بالدم، فتلك هي حياتنا التي نعيشها في القدس، توتر وقلق وأرق، لا أفق، لا رؤية لمستقبل، فنحن على مدار الساعة نفكّر بقرارات الاحتلال بإخلائنا من بيوتنا”.
“القاضي والجلاد هو ذاته، من أين سنحصل على العدالة، بالنسبة لي ولأطفالي ولعائلتي، المنزل لم يكن يومًا بالنسبة لنا حجرًا، بل ذكريات، ماضي وحاضر ومستقبل”.