"بيت العيلة".. مبادرةٌ مقدسية لتقديم وجبات الإفطار لعوائل مرضى السرطان

"بيت العيلة".. مبادرةٌ مقدسية لتقديم وجبات الإفطار لعوائل مرضى السرطان
القدس المحتلة- القسطل: لم تتوانى عائلة القواسمي من حي وادي الجوز في مدينة القدس منذ سبع سنوات عن تقديم كافة أشكال المساعدة لمرضى السرطان في مشافي المدينة، لكن مبادرة "بيت العيلة" كان لها حيز خاص في شهر رمضان المبارك لتقديم وجبات متكاملة لعوائل مرضى السرطان القادمين من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مشفى المطلع؛ كونهم يضطرون للبقاء بعيدًا عن عائلاتهم لعدّة أيام، فكانت هذه المبادرة محاولة مؤازرة وتعويض لهم عن الأجواء العائلية في هذا الشهر. يقول عيسى القواسمي صاحب فكرة المبادرة إن: "الفكرة بدأت خلال زيارة عائلية لأحد المرضى من العائلة في مستشفى هداسا- عين كارم، سألت في وقتها ابن عمي والد المريض الذي نزوره عن من يقدم الطعام لأهالينا المرضى من الضفة الغربية وقطاع غزة الموجودين هنا؟ فأجابني: لا أحد".  ويستكمل: "من بعدها بدأت أنا وزوجتي من داخل بيتنا نقوم بعمل إفطارات رمضانية بمساعدة والدي، ومن ثمّ تطور الموضوع وأسسنا جمعية "نسائم مقدسية" لمساعدة مرضى السرطان القادمين للعلاج في القدس، تركز عملها على ثلاثة أهداف، الأول كان بإحضار المرضى والمرافقين من حواجز الاحتلال العسكرية في الوطن كله إلى مشافي القدس". ويوضح القواسمي في حديثه مع "القسطل" أن "الهدف الثاني كان بتأمين مبيت لهم في فنادق، ومن ثمّ تطور الموضوع بأن أصبح لنا قسم في مستشفى هداسا- عين كارم، وأصبح قسم للمبيت لأهالي الضفة الغربية وقطاع غزة بدل من المبيت في الفنادق وتخفيف عنهم الأعباء المالية ومشقة الذهاب والإياب". ويضيف أن: "الهدف الثالث كان بإطعام الأهالي المرضى وتقديم وجبات لهم بمعدل 3 أيام أسبوعياً، حيث يتم تقديم وجبة غذاء بمعايير صحية، إلى جانب أننا كنا نعمل على تحسين الحالة النفسية للمرافق ومحاولة التخفيف عنه، مثل عمل مناوبات للجلوس مع المريض بدلاً عنه لأخذ قسط من الراحة، وكذلك أخذه إلى المسجد الأقصى وتعريفه بأحياء البلدة القديمة في القدس، كما أنني بحكم عملي كروائي عملت على تنسيق العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية للأطفال المرضى داخل المشفى، إلى جانب الاهتمام بتعليمهم المدرسي بشكلٍ خاص بإحضار معلمين لهم، إلى جانب أمور أخرى مثل التوصيل للمشفى والمساعدات المالية وتأمين حصولهم على الأدوية اللازمة". وكباقي مناحي الحياة والمؤسسات المختلفة التي تأثرت خلال جائحة كورونا، تأثر عمل الجمعية بفعل قلة وصول المرضى للمشافي بالقدس إثر إجراءات الحجر الصحي. وهذا العام، حاول القواسمي الاستمرار بتنظيم الإفطارات الرمضانية بشكلٍ شخصي لتقديم وجبات الطعام للمرضى ومرافقيهم، تحت تسمية "بيت العيلة". ويقول إن: "التسمية أتت من كوننا الآن نعد الطعام ونجهزه في منزل أمي وعائلتنا، ونحن نقوم بتصوير الأجواء التي تكون داخل المنزل أثناء إعداد الطعام ونشاركه عبر صفحاتنا على مواقع التواصل، وكثير من الناس بعد مشاهدة هذه الفيديوهات يأتون لمساعدتنا سواء من الضفة الغربية أو من الأردن، مثل أمل البشيتي التي قدمت مخصوص للعمل والتطوع في هذه المبادرة". ويُبيّن القواسمي لـ "القسطل" أن فريق العمل الأساسي يتكون من 6 أشخاص، مردداً: "لكن العدد يصل للضعف وأكثر رغبة من العديد من الناس مشاركتنا هذه الأجواء المليئة بالحب والشغف، وتقديم المساعدة في هذا الشهر الفضيل، كما أن تمويل هذه الإفطارات من أهل الخير ومنهم يتبرعون بشكل سخي جداً لتقديم أفضل الوجبات". وأشار إلى أنه يتم تجهيز الوجبات بمعدل 50 وجبة بشكلٍ يومي، تحت إشراف أخصائية تغذية صحية لتقديم وجبة متكاملة لهم، حيثُ يتم تغليفها بطريقةٍ تليق بهم ومن ثم إيصالها إلى مشفى المطلع وتسليمها للشيف المسؤول، الذي يتفقد الوجبات ونوعيتها ومدى ملائمتها للمرضى ووضعهم الصحي، وجميع الوجبات دائماً تكون مناسبة وملائمة. من جهتها، تقول الشيف هالة طه في حديثها مع "القسطل": "نقدم يومياً وجبات مختلفة عن السابق للمرضى، بعض الأحيان يختارون هم ماذا يريدون من الطعام، وفي أحيان أخرى نحن نختار". وتوضح أنه يتم تقديم أصناف مختلفة في هذه المبادرة، مثل أكلات المسخن والأرز والمحشي، مضيفة بفخرٍ وسعادة: "شعوري أثناء الطبخ لهم جميل جداً في ظل الأجواء المليئة بالحب هنا في هذا البيت، وأحمد الله أنه يسر لنا هذا العمل". وتتابع طه لـ"القسطل": "آتي بشكل يومي هنا من الساعة 12 ظهراً حتى الخامسة عصراً لإعداد الوجبات لهم، ومن ثم أعود لمنزلي لأعد الطعام لأطفالي وعائلتي وبعض الأحيان أجهز الطعام صباحاً، رغم أن هذا أمر شاق خاصة في شهر صيام لكنني مستمتعة جداً". أما حنين زهران وهي طالبة في جامعة بيرزيت في مدينة رام الله، فقد حاولت جاهدة الوصول للقدس في يوم الجمعة للانضمام إلى فريق عمل المبادرة وتقديم المساعدة لهم. وقالت لـ "القسطل" إن: مشاركتي في هذه المبادرة كانت بدافع تقديم المساعدة والأعمال التطوعية لهذه الفئة من مرضى السرطان، لكن الوصول إلى مدينة القدس كان صعب للغاية في ظل ما تعانيه المدينة الآن من تصعيد واستهداف متواصل".
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *