الحارسان سدر وبدر.. أُصيبا برصاص الاحتلال أثناء قيامهما بوظيفتهما في الأقصى
القدس المحتلة – القسطل: لم يكن يوماً عادياً بالأمس، خاصة في باحات المسجد الأقصى المبارك وداخل أسوار البلدة القديمة، التي شهدت مواجهات عنيفة جداً، تخلّلها إطلاق الرّصاص والقنابل بشكلٍ متعمّد باتجاه الجميع، بينهم حرّاس المسجد والطواقم الصحفية والطبية.
كان حرّاس المسجد الأقصى يقومون بمهمتهم، ويقدمون المساعدة للمصابين والمعتكفين، عقب اقتحام قوات الاحتلال المدججة بالسلاح لباحات المسجد، ومحاصرة المصلين المتواجدين داخل المصلى القبلي، وإطلاق الرّصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت في كل اتجاه.
في هذه اللحظات الصعبة، كان الحارسان بدر بدر وحسام سدر يقومان بمهمتهما ويساعدان المصابين والمعتكفين داخل المسجد، لكنهما لم يسلما من اعتداءات الاحتلال الوحشية ورصاصه الغادر الذي أصابهما في منطقة الوجه والعينين.
يقول الحارس حسام سدر وهو يمكثُ على سرير المشفى بحالةٍ صعبة لـ "القسطل": "يوم أمس، قمت بأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى، وأنا أيضاً حارس فيه، كنت أقوم بمهمتي وأساعد زملائي الحرّاس، وفي حينها اقتحمت قوات الاحتلال الباحات، واندلعت مواجهات عنيفة أطلقت خلالها القنابل والرّصاص، واعتدت بوحشيةٍ على المعتكفين".
ويُبيّن أنه كان يساعد المصابين ويقوم بنقلهم لتلقي العلاج، وفي حينها، اعتدت قوات الاحتلال بوحشيةٍ كبيرة على الحارس بدر بدر وأصابته برصاصها المطاطي في عينه ووجهه إصابةً خطرة، أثناء قيامه بوظيفته قرب المصلى المرواني.
عندما تقدم سدر لإسعاف زميله الحارس بدر، جاء ضابط برفقة قواتٍ خاصة قرب المصلى المرواني، وأمر قواته قائلاً: "اضربوا هذا حسام سدر".
ويسترجع سدر بذاكرته تفاصيل تلك اللحظات التي لن ينساها مهما مرّ الوقت، مردداً: "ضربوني رصاصة مطاطية جاءت فوق عيني بفضل من الله، ثم اعتدوا علينا بوحشيةٍ كبيرة، وهذا أدى لعدّة كسور في الجمجمة.. الحمدلله رب العالمين".
واختتم قائلاً: "بعد عدّة أيام يجب علي الذهاب لمستشفى العيون حتى يتم التأكد من حالة الشبكية والغشاء.. الحمدلله رب العالمين.. أدعو بالشفاء والسلامة لزميلي الشيخ بدر لأن إصابته خطرة جداً".
جدير بالذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 470 فلسطينياً، وأصابت بقنابلها ورصاصها أكثر من 150 من بينهم أطفال ونساء وكبار في السن؛ إثر الأحداث التي اندلعت في المسجد الأقصى فجر وصباح أمس الجمعة (15 نيسان الجاري).
. . .