أهالي حي بطن الهوى: صامدون ولن نرحل من بيوتنا
القدس المحتلة-القسطل: من خيمة الاعتصام المقامة على أراضي حي بطن الهوى، الذي يواجه المساعي الاستيطانية للسيطرة عليه من قبل جمعية "عتيرت كوهانيم"، أطلق أهالي الحي اليوم رسائل عديدة يؤكدون فيها أنهم صامدون في بيوتهم وأراضيهم، ولن يرحلوا منها.
يقعُ حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، يقطنه ما يقارب ستة آلاف نسمة، يواجهون التطهير العرقي، ومحاولات الاستيلاء على منازلهم بقوة السلاح والتزوير.
سبعٌ وثمانون منزلًا في حي بطن الهوى يملكُ أصحابها أوامرَ إخلاء لصالح جمعية “عتيرت كوهانيم”، بذريعة ملكيتهم للأراضي المقامة عليها المنازل منذ 1982، ما يعني أن خطر التهجير يهدد نحو 1000 مقدسي يقطنون في تلك المنازل.
ورفضا لقرارات الاستيلاء، نصب أهالي حي بطن الهوى خيمة اعتصام، وأقاموا فيها اليوم صلاة الجمعة، وتستمر الفعاليات فيها خلال الأسابيع القادمة.
رئيس لجنة حي بطن الهوى زهير الرجبي قال في حديث مع القسطل:"الرسائل التي نوجهها اليوم للاحتلال ومستوطنيه أن هذه منازلنا لن نتخلى عن شبر واحد منها، ولن نرحل".
وأكد أن أهالي وعائلات حي سلوان ومقدسيين يقفون إلى جانب سكان حي بطن الهوى، ويقدمون الدعم والمساندة لهم ضد محاولات الاحتلال للاستيلاء على منازلهم.
وأشار إلى أن 87 عائلة في حي بطن الهوى تخوض معركة ضد جمعية "عتيرت كوهانيم الإسرائيلية" والقضاء الإسرائيلي منذ عام 2015، من أجل اثبات ملكيتهم وحقهم الشرعي في المنازل التي يقطنونها.
وبيّن أن وجود حكومة يمينية تدعمها الجمعيات الاستيطانية، لن يمنح أهالي الحي أي مؤشر لإمكانية كسب المعركة.
واعتبر الرجبي أن مدينة القدس تعيش اليوم هجمة استيطانية شرسة، تشنها حكومة الاحتلال من أجل تهجير السكان، وتغيير ملامح الحضارة الفلسطينية، وبناء حضارة ثانية بدلا منها.
وأوضح الرجبي أن جمعية "عتيرت كوهانيم" استولت على ستة منازل في الحي، يقطنها ما يقارب 23 عائلة استيطانية، وهم يشكلون عبئا كبيرا على 6 آلاف مقدسي يعيشون في الحي، ويواجهون الاعتداءات والاعتقالات اليومية.
مؤخرا، ردت محكمة الاحتلال “المركزية” في القدس الاستئنافات المقدمة من عائلات مقدسية (شويكي، عودة، الرجبي، دويك) ضد قرارات محكمة “الصلح” التي قضت بإخلائهم من منازلهم لصالح “عتيرت كوهانيم”.
هاني شويكي، أحد أفراد العائلة التي تواجه خطر الإخلاء، يقول لـ"القسطل":"رسالتنا واضحة لن نرحل من بيوتنا إلا على أرواحنا، صامدون هنا ولن نرحل".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت منزلهم قبل بضعة أيام وسلّمتهم قرار "محكمة الصلح الإسرائيلية" الذي يقضي بإخلاء المنزل قبل العشرين من الشهر الجاري، وغرامة مالية 3 آلاف شيقل عليهم دفعها كرسوم للمحكمة، وفي حال عدم تنفيذ القرار سيتم إخلاؤهم بالقوة، وتُفرض عليهم غرامة مالية بـ20 ألف شيقل.
وأوضح أن العائلة تسلّمت قرارات من "محكمة الصلح" قبل عام ونصف، وحضرت فقط جلستين، ومنذ عام 2015 تُعقد محاكم غيابية للعائلة، بذريعة أنه تم تسليمهم قرارات من المحكمة ولم يحضروا، وهو ما نفاه شويكي.
تسكن عائلة شويكي في المنزل منذ أكثر من 60 عاما، ويقطنه 32 فردا، يواجهون خطر التهجير، ويعيشون في حالة رعب وقلق يومي، خشية أن تقوم سلطات الاحتلال بالاستيلاء على منزلهم في أي لحظة.
"يابا وين بدنا نروح بس يطلعونا الشرطة"، يوجه أبناء هاني سؤالهم لوالدهم، الذي لا يملك جوابا سوى أنهم لن يتركوا المنزل وسيبقون صامدين.
بدوره، قال قتيبة عودة لـ"القسطل"، وهو أحد أفراد العائلة التي تواجه خطر الاستيلاء على منزلها:"رسالتنا الصمود والبقاء وعدم الرحيل، ورفض كل الممارسات البشعة والشرسة التي يمارسها الاحتلال ومستوطنوه من سياسات تطهير عرقي وتهجير قسري مستمرة ضمن جريمة حرب جماعية لتهويد المكان وطرد الإنسان".
وأضاف "نعتصم اليوم في خيمة ضد قرارات الاحتلال. خيمة خيمة لكن المهم أننا في القدس".
https://www.facebook.com/AlQastalps/posts/236121351316461
. . .