بهاء الدين شجاعية.. رباطٌ في الأقصى رغم الاعتقال والتعذيب
القدس المحتلة- القسطل: رفض أن يبقى في منزله رغم اعتقاله والتنكيل به فجر الجمعة الماضي (الرابع عشر من رمضان) وإبعاده عن المسجد الأقصى المبارك، وعاد للرباط فيه مرةً أخرى ليكون من بين المعتكفين الذين لبّوا النداء للدفاع عن مسرى الرسول- عليه السلام- وصدّ اقتحامات المستوطنين له في "عيد الفصح" العبري.
الشاب الفلسطيني بهاء الدين عماد شجاعية (25 عاماً) من بلدة دير جرير شمال شرق رام الله، قفز عن جدار الفصل العنصري رغم الرضوض وآثار الضرب التي ملأتْ جسده، ووصل إلى معشوقته "القدس" وعقيدته "الأقصى" ورابط فيه مجدداً، قبل أن يتم اعتقاله مرةً أخرى ويُنقل إلى سجن "عوفر".
يقول والده عماد شجاعية في حديثه مع "القسطل" إن نجله بهاء “يعشق المسجد الأقصى، وحبه بالنسبة له عقيدة.. منذ فترةٍ طويلة يُحبّ الصلاة والرباط فيه، سواءً في شهر رمضان الفضيل أو في بقية أيام السنة".
شجاعية شابٌ مهذب، خلوق، يحبّ مساعدة الآخرين، ويحبّ وطنه ويدافع عنه، وهو أسيرٌ محرر أمضى في الأسر نحو 41 شهراً، على مرتين.
يمتلك صوتاً مميزاً وجميلاً في ترتيل القرآن الكريم والأذان، وهو طالبٌ في كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة القدس الواقعة في بلدة أبو ديس شرق العاصمة المحتلة، من حفظة كتاب الله، وحاصلٌ على شهادات في التجويد والتلاوة والخطابة.
يُبيّن والده أن نجله شدّ الرحال إلى الأقصى يوم الجمعة الماضي بنيّة الرباط والدفاع عنه في ظل الاقتحامات، وفي حينها اعتُقل وتعرّض للاعتداء الوحشي من قبل قوات الاحتلال.
ويتابع: "تفاجأنا بالخبر ولكن وكلنا أمره لله، والحمدلله تم الإفراج عنه فجر يوم السبت الماضي بعد احتجازه لعدّة ساعات، وإبعاده عن المسجد الأقصى".
عندما وصل شجاعية إلى منزله في بلدة دير جرير، كان منهكاً من التعب، يعاني من رضوض وآلام في كافة أنحاء جسده؛ نتيجة الضرب والتعذيب الوحشي الذي شنّته قوات الاحتلال بحق معتقلي المصلى القِبْلي.
في حينها، أخذ قسطاً من الراحة لبضع ساعات، واستيقظ على نيّة الذهاب إلى الأقصى من جديد، للتصدي لاقتحامات المستوطنين.
ويضيف والده: "كُنّا نرغب في بقاء بهاء معنا لأنه كان متعباً، لكنه صمم على الذهاب إلى الأقصى، والحمد لله تمكّن من الوصول رغم العراقيل والآلام".
مرّ الوقت ولم يتصل شجاعية على عائلته أو يطمئنهم على حاله؛ فهو لا يملك هاتفاً حيثُ صادره منه الاحتلال عقب اعتقاله في المرة الأولى، وفي هذه اللحظات أصبح جل تفكير العائلة أن نجلها اعتُقل مجدداً وزُجّ في سجون المحتل.
ويستكمل والده تفاصيل ما حدث، قائلاً لـ "القسطل": "بعد الاتصال على المحامين، أخبرونا أن قوات الاحتلال اعتقلت بهاء مرةً أخرى، وتم نقله إلى سجن "عوفر"، وهو الآن بانتظار محاكمته يوم الأربعاء القادم".
واختتم حديثه بنبرةٍ مليئة بالفخر، وحُبّ البلاد، مؤكداً أن بهاء “يحب وطنه ويدافع عنه، وندعو الله بأن يتم الفرج العاجل عنه وعن كافة الأسرى والأسيرات".
. . .