عائلة أبو رياش.. رباطٌ واعتكاف من كندا إلى الأقصى
القدس المحتلة- القسطل: لم تمنعهما المسافات الطويلة والبعيدة من الوصول إلى معشوقتهم "مدينة القدس"، والرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى طوال شهر رمضان برفقة عائلتهما.
محمد أبو رياش ونجله عزام لاجئان فلسطينيان يعيشان في كندا، يأتيان لزيارة البيت المُقدس في شهر رمضان الفضيل، والرباط فيه، وإلقاء الدروس الدينية للمسلمين الأجانب.
يقول الفلسطيني محمد أبو رياش لـ "القسطل" والسعادة تغمره: "نحن نأتي إلى هُنا سنوياً من أجل الأجر وتطبيقاً لحديث الرسول "عليه السلام".. الأقصى مهوى القلوب والأفئدة وهو عقيدتنا، أما مدينة القدس فهي مهوى كل عاشقٍ لفلسطين".
أبو رياش فلسطيني الأصل من مدينة بئر السبع، نشأ وترعرع في الأردن، زار المسجد الأقصى لأول مرةٍ برفقة والده عندما لم يتجاوز الاثنا عشر عاماً، ومنذ تلك اللحظة تعلّق قلبه به، وهاجر إلى كندا حتى يستطيع العودة إلى أرض أجداده وآبائه.
ويتابع: "هاجرت إلى كندا من أجل هذه الغاية النبيلة حتى أستطيع دخول بلدي فلسطين، وعندما حصلت على الجنسية الكندية عام 2008 مباشرةً حملت أولادي جميعاً الاثنا عشر إلى مدينة القدس".
ما أن وطِئت أقدام عائلة أبو رياش أرض الأقصى المبارك، حتى هبطوا ساجدين شاكرين لله بعد أن أنعمهم بتقبيل ثرى القدس وفلسطين، هكذا كان الموقف عندما دخلت عائلة أبو عياش لأول مرةٍ لـ "قبلة العاشقين".
ويضيف أبو رياش لـ "القسطل": "نحن نأتي إلى هُنا بشكلٍ سنوي من أجل تعزيز صمود وثبات ورباط أهلنا وأحبتنا في أرض القدس، وحتى أُعرف أبنائي على أرض أجدادي وآبائي وأرض الأنبياء، وها هُم تشربوا حب الأقصى وزاروه فرادى وجماعات".
يقفُ بجانبه نجله عزام الذي عشق الأقصى من كثرة حديث والده عنه، وأصبح أحد أئمة صلاة التراويح من بين الزائرين للأقصى خلال شهر رمضان.
ويقول لـ "القسطل": جئت إلى هنا عاميْ 2014 و2015، ثمّ انقطعت لأسباب دراسية ومن ثمّ جاءت الكورونا ومُنعت الحركة والسفر".
ويصف شعوره في تلك اللحظات، مردداً والابتسامة ترتسم على مُحَيّاه: "هذا المكان هو قبلة العاشقين، جئنا إلى هُنا أنا وكل عائلتي وقطعنا آلاف الأميال للرباط والاعتكاف في الأقصى شهراً كاملاً، وحتى نستمد من أهالينا في القدس الصمود والقوّة والعزيمة".
ويُبيّن عزام أن علاقتهم في الأقصى ليست غريبة، فهم يعودون إلى أصلهم ووطنهم، مؤكداً أنهم تعلّقوا به تعلقاً عميقاً وعقائدياً.
. . .