عبيدات: المستوطنون يسعون لتحقيق حلمهم برفع علم الاحتلال في الأقصى وإقامة "الهيكل"
القدس المحتلة- القسطل: أكد الكاتب المقدسي والمحلل السياسي راسم عبيدات أن دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى يوم غد، ورفع علم الاحتلال في باحاته وغناء "نشيدهم" الوطني، هو تطورٌ خطير وغير مسبوق، يتعلق بتحقيق حلمهم بإقامة ما يسمى بـ "الهيكل المزعوم".
وقال عبيدات في حديثٍ مع "القسطل" إن "هذه الأفعال تعني تحقيق حلم الجماعات الاستيطانية بالشراكة في المكان لممارسة الطقوس والصلوات التلمودية والتوراتية؛ بما يكرس التقسيم الزماني والمكاني للأقصى".
وشدد على أن هذه الخطوة "تُشكل تطور نوعي في إطار رفع القُدسية عن ساحات المسجد الأقصى، واعتبار الأقصى فقط هو المسجد القِبْلي".
ويعتقد عبيدات أن "تداعيات رفع أعلام الاحتلال على قبة الصخرة وفي ساحات الأقصى، ستقود إلى أبعد من هبة شعبية أو معركة "سيـ ــــف القدس 2"، بل قد تندفع الأمور نحو حرب إقليمية؛ فقادة المــقــ ـاومة قالوا بشكلٍ واضح إن "زوال المقدسات الإسلامية والمسيحية سيقود إلى زوال دولة الاحتلال"، ورئيس حركة حـمــ ــاس في قطاع غزة السـ ــــنوار، قال في خطابه الأخير إن "منظر جنود الاحتلال وهم يقتحمون المسجد القبلي يجب أن لا يتكرر".
وتابع عبيدات "في السابع عشر من شهر نيسان الماضي، قامت مجموعات كبيرة من عناصر الاحتلال باقتحام المسجد القِبْلي في تجاوزٍ لكل الخطوط الحمراء، بهدف جس نبض المرابطين والمعتكفين وكل أبناء الشعب الفلسطيني على تلك "الغزوة" التي تستهدف تكريس التقسيم الزماني والمكاني، والسماح للجماعات الاستيطانية بإدخال "قرابين الهيكل" إلى الأقصى وذبحها ونثر دمها على صحن قبة الصخرة".
وأضاف "لكن شراسة المقــ ــاومــ ـة وصمود المصلين والمرابطين والمعتكفين ومن لبّوا نداء الدفاع عن الأقصى، وكذلك التهديدات التي أطلقتها فصائل المــقـ ــاومة الفلسطينية، منعت تقدم هذا المخطط وأجبرت "بينت" على منع استمرار اقتحام الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان، وكذلك تقييد مسيرة أعلامهم ومنعها من الوصول إلى ساحة باب العامود".
ولفت عبيدات إلى أن "أبناء شعبنا الذين أفشلوا "غزوة" الأقصى واقتحام المسجد القبلي في السابع عشر من نيسان، هم قادرون على إفشال هذا المخطط".
مؤكداً في حديثه مع "القسطل" أن "المعركة على الأقصى لن تنتهي مع نهاية شهر رمضان، بل ستبدأ، ولذلك بات من الملح والضروري رسم استراتيجية ورؤيا شموليتين لكيفية التصدي لمشاريع تكريس تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً".
يشار إلى أن رفع علم فلسطين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، أثار استياءً كبيراً لدى المستوطنين، خاصة العلم الذي بقي لعدة أيام على قبة الصخرة المشرفة.
وخلال شهر رمضان، أفشل الفلسطينيون المرابطون والمعتكفون في المسجد الأقصى مخطط جماعات "الهيكل" في إدخال قرابين عيد "الفصح" العبري إليه وذبحها ونثر دمها في باحاته.
واندلعت مواجهات عنيفة في تلك الأيام، حيث اقتحم خلال أيام عيدهم أكثر من ثلاثة آلاف مستوطن للمسجد بحماية شرطة الاحتلال، وسط رعبهم من الأساليب التي اتبعها الشبان في المواجهة، حيث قرعوا الأبواب، وأطلقوا صوت المقاومـ ـة "أبو عبيدة"، وصافرات الإنذار، والألعاب النارية.
. . .