الاحتلال يواصل اعتقال الصحفي المقدسي محمود عيسى منذ 29 عامًا
القدس المحتلة- القسطل: تواصل سلطات الاحتلال في اليوم العالميّ لحرية الصحافة، اعتقال 15 صحفيًا في سجونها، من بينهم الصحفي المقدسي محمود عيسى.
الأسير عيسى يبلغ من العمر (53 عامًا) وهو من بلدة عناتا شمالي شرق القدس المحتلة، ويحتجزه الاحتلال في سجونه منذ 29 عامًا.
اعتُقل عيسى في الثالث من حزيران عام 1993، واتهمته سلطات الاحتلال بقيادة خليــــة عسكرية تابعة لكتـــــائب (القسـ ـــام)، والتي نفذت مجموعة من العملـــــيات الكبيرة، أبرزها أسر الجـــ.ــندي نسيم طوليدانو عام 1992.
وأصدرت محكمة الاحتلال بحقه حكمًا جائرًا وذلك بسجنه مدى الحياة (مؤبد ثلاث مرات) إضافة إلى 46 عامًا، وهو محتجز اليوم في سجن “نفحة” الصحراوي.
ويعتبر الأسيــر عيسى عميدًا للأسرى المعزولين إذ أمضى ما يزيد عن 12 عامًا داخل زنازين العزل (بشكل متقطع)، وصنفته الأجهزة الأمنية الاحتلالية وإدارة السجون بأنه من أخطر الأسرى، وتمكن خلال عزله من تأليف عدة كتب.
“أبو البراء” هو أحد أسرى الدفعة الرابعة (الأسرى القدامى ما قبل أوسلو) الذين رفض الاحتلال الإفراج عنهم. خلال فترة اعتقاله توفي والده ووالدته وأعمامه وخاله وثلاثة من خالاته.
كان يهدف الاحتلال من وراء عزله إلى جعله مجنوناً، منطوياً على نفسه، منعزلاً تماماً، لكنه في كل مرّة كان يُفاجئهم، خرج حافظاً لقرآنه، متقرّباً إلى ربّه، ألّف عدة كتب خلال تلك المدّة، من بينها رواية (حكاية صابر) التي نُشرت لأول مرّة عام 2012، وهي تحكي قصّته، وكان يُسمّي زنازين العزل بـ”مقابر الأحياء” لقساوتها.
جدير بالذكر أنه منذ مطلع العام الجاري استمر الاحتلال في اعتقال الصحفيين والنشطاء ونفّذ العديد من الاعتداءات بحقّهم تسببت بإصابات بين صفوفهم، لاسيما مع تصاعد المواجهة الراهنة وتحديدًا خلال شهر نيسان الماضي.
وأكد نادي الأسير في بيانٍ له بمناسبة اليوم العالميّ لحرية الصحافة، أن الاحتلال يفرض عليهم ظروفًا اعتقالية قاسية، كما كافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.
وتهدف سلطات الاحتلال عبر عمليات اعتقال الصحفيين، محاولة تقويض دورهم في كشف وفضح جرائمه، وتقييد حرّيّة الرأي والتعبير، حيث شكّل دور الصحفيّ الفلسطينيّ وما يزال دورًا نضاليًا خاصًا نتيجة لكثافة العنف الذي يواجهه خلال عمله، ومواجهته المستمرة لسياسات الاحتلال التّنكيلية منذ عقود، سواء كان ذلك عبر الملاحقة أو التهديد أو الاعتقال.
. . .