اعتداءات وإصابات خلال هدم مبنى عائلة الرجبي وتشريد 30 فرداً
القدس المحتلة- القسطل: هو مسلسل التهجير الذي لا ينتهي، فأوامر الهدم والإنذارات لا تتوقف، والوجود الفلسطيني في العاصمة المحتلة بات في خطرٍ شديد، فالانتهاكات متصاعدة، والتشريد والتهجير سياسة تتخذها سلطات الاحتلال في كافة البلدات المقدسية.
ثلاثون فرداً من عائلة الرجبي كانوا يسكنون مبنىً مكوّنًا من طابقين في بلدة سلوان، وبلمح البصر حوّلته آليات الاحتلال إلى ركام، وأغرقت ذكرياتهم بالتّراب، وسط الدموع والهتّافات والتكبيرات.
وتزامناً مع ذلك، قمعت القوات الشبّان والأهالي المتواجدين في محيط المبنى واعتقلت شابين، كما اعتدت على الطواقم الصحفية في محاولةٍ لعرقلة تغطيتها للأحداث وجرائم الاحتلال في العاصمة المحتلة.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر في القدس أن طواقمها تعاملت مع 5 إصابات بينها لصحفية؛ جرّاء اعتداء قوات الاحتلال بالضرب على المتواجدين في محيط مبنى عائلة الرجبي خلال هدمه.
"30 فرداً بلا مأوى"..
وحول التفاصيل، قالت إحدى المقدسيات لـ "القسطل" بغصّة وحرقة: "لم يسمحوا لنا بإخراج أثاثنا وممتلكاتنا.. حطموا كل شيء.. اقتحموا المبنى برفقة القوات الخاصة واعتدوا علينا وشرعوا بهدم منازل أبنائي".
وأضافت والدموع تنهمر من عينيها: "والله تعبنا.. ما بنّام بالليل ولا بالنهار.. على أعصابنا طوال الوقت إنهم يقتحموا المبنى ويهدموه بأي لحظة".
وبيّنت في حديثها مع "القسطل" أنهم سكنوا هذا المبنى المكوّن من طابقين، قبل 8 سنوات، وتعيش فيه 5 عائلات مقدسية، وأضافت متسائلة: "نحن 30 فرداً.. أين سنذهب؟ وأين سنعيش؟".
أما نجلها فارس الرجبي أوضح لـ "القسطل" أن قوات الاحتلال اقتحمت المبنى صباحاً وحطمت الأبواب، ثمّ شرعت بهدم المنازل بما فيها، مضيفاً: "الصورة تتحدث عن الدولة التي تقول عن نفسها أنها "ليست عنصرية".. أطفال تشرّدوا بلا مأوى، حتى مقتنياتهم تحوّلت إلى ركام".
"فرحةٌ منقوصة".. أفراد العائلة كانوا يتحضرون لزفاف ابنتهم الوحيدة، التي لطالما حلمت مثلها مثل أي فتاة أن تخرج من منزل والدها، وسط الزغاريد والأغاني، لكن الاحتلال اليوم حطم حلمها وتجمّع أفراد عائلتها وسط الآهات والدموع لمشاهدة آليات الاحتلال وهي تنهش في حجارة المبنى وتحطمها. وقال الرجبي "لديّ شقيقة وحيدة، كانت تحلم أن تُزف من منزل عائلتها.. لكن الاحتلال هدم غرفتها وحلمها ومبنى عائلتها.. فرحتنا ستكون منقوصة لكن الحمد لله". "فدا الأقصى ودماء الشهداء" هُنا بالقدس لا نعرف سوى القوّة، الصبر والصمود، وأكد الرجبي على ذلك بقوله "سنعيد البناء من جديد.. منزلي ليس أغلى من دماء الشبّان الذين استشهدوا في كافة أنحاء الوطن.. كل شيء فداءً للأقصى وأرواح الشهداء ودمائهم". وبكلماتٍ مليئة بالثبات، أضاف: "لن نستسلم وسنقاوم حتى أنفاسنا الأخيرة.. حتى عندما أرتدي كفني سأستمر بتحدي الاحتلال". وحول رسالته إلى المقدسيين، تابع الرجبي: "هذه الدولة إلى زوال.. أطالب كل المقدسيين بعدم التعاطي مع أي محامي أو مهندس هؤلاء فقط يأخذون الأموال إلى البلدية.. دفعت خلال هذه السنوات نحو 300 ألف شيقلاً، وبالنهاية تم هدم المنزل بلمح البصر". يُشار إلى أن هذا المبنى مكون من طابقين، يقع ما بين حييْ البستان وعين اللوزة في سلوان، الطابق الأول يشغله صندوق المرضى العام “كلاليت”، أما الطابق الثاني فيضم عددًا من الشقق السكنية التي يعيش فيها نحو ثلاثين فردًا، ويعود لعائلة الرجبي. وهذا المبنى موجود ضمن ما يسميه الاحتلال “الحوض المقدّس” الممتد من الشيخ جراح شمالي البلدة القديمة وحتى سلوان، بمساحة حالية تصل لــ 17 ألفًا و500 دونم، والاحتلال يدفع الناس على الابتعاد عن هذه الأماكن، من خلال عدم منح تراخيص بناء، وهدم الموجود من المباني المقدسية، وتقليل الخدمات، والمزيد من الاقتحامات والضغط النفسي، بحسب مختصين مقدسيين.. . .