المحرّرة هدى ياسين.. "لم أخف من المحقق وقلت إنني أدافع عن وطني"
القدس المحتلة - القسطل: حاولوا الاعتداء عليها خلال اعتقالها شمال القدس المحتلة، وعندما شرعوا بالتحقيق معها، لم تخف منهم ولم تُرهبها طريقتهم المُعتادة خلال التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين، وقالت للمحقق الإسرائيلي: “أنا ما عملت شيء أنا دافعت عن وطني”.
الأسيرة هدى ياسين البالغة من العمر 21 عامًا، اعتقلها الاحتلال في الرابع من شهر تموز الماضي، على مقربة من الجدار الفاصل في بيرنبالا شمالي العاصمة المحتلة. حاول الجنود الاعتداء عليها كما حدّثت “القسطل” خلال لقائها، وقالت: “رشقتُ الجنود بالحجارة، محاولة بذلك الدفاع عن وطني، بأبسط الأمور التي أستطيع”.
وأضافت أن رحلتها مع السجن والسّجان بدأت في ذلك اليوم، فمن الجيب العسكري إلى التحقيق، وقالت: “حاول المحققون إخافتي، لكني لم أخف، وعندما سألني المحقق ماذا كنتِ تفعلين في المنطقة، قلتُ له رميتُ الحجارة دفاعًا عن وطني”.
تحدّثنا المحرّرة هدى عن السجن الذي كان الاحتلال يحتجزها به “الدّامون” حيث بقية الأسيرات الفلسطينيات، وتقول: “كنا نمارس الرياضة كل يوم، بعضنا يُطالع الكتب في قسم المكتبة، وبعضنا يعمل بالأشغال اليدوية، كنا ننتظر الفورة بفارغ الصبر فهي المتنفس الوحيد لنا”. هدى كانت محتجزة مع ثلاث أسيرات أخريات في القسم ذاته، هن؛ سمر، شروق وشاتيلا.
لم تتمكن والدة هدى أو أي أحد من أفراد عائلتها من زيارتها طيلة فترة الستة شهور التي قضتها في السجن، بسبب انتشار فيروس كورونا ومنع زيارات ذوي الأسرى أولًا، أما السبب الثاني فهو تنقّلها ما بين سجني “هشارون” و”الدامون”.
تقول والدتها: “خرجتُ البارحة أنا وشقيقة هدى، ننتظرها عند حاجز الجلمة، برفقة الأسيرة المحرّرة منى قعدان، فقد اشتقنا لها كثيرًا، لم نسمع صوتها طوال تلك المدة، ولم نتمكن من زيارتها، احتضنتها وقبّلتها، وتمنيت أن يمنّ الله على جميع الأسرى والأسيرات بالحريّة القريبة”.
بعدما نالت الأسيرة هدى ياسين أمس حريّتها، يستمر الاحتلال في احتجاز 38 أسيرة فلسطينية في سجن “الدامون” في ظروف صعبة، وأوضاع تفتقر إلى الخصوصية والعيش الآدمي.