النيابة العامة: مقذوفٌ ناري ذو سرعة عالية كان سبب وفاة أبو عاقلة
المحتلة - القسطل: أكدت النيابة العامة الفلسطينية أن نتائج التقرير الأولي للطب العدلي فيما يخص جثمان الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، تشير إلى أن سبب الوفاة المباشر هو تهتك الدماغ الناجم عن الإصابة بمقذوف ناري ذي سرعة عالية.
وأشارت النيابة في بيان لها، مساء أمس الجمعة، إلى استمرار إجراءاتها التحقيقية في الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، صباح الـ11 من شهر أيار 2022، على المدخل الغربي لمخيم جنين والتي أدت لاستشهاد أبو عاقلة.
وقالت “إنه تم إحالة الجثمان لمعهد الطب العدلي بأمر من النائب العام لإجراء الصفة التشريحية وجمع وضبط الأدلة الجنائية وإعداد كافة التقارير بشأنها، وتم الإيعاز للنيابة المختصة بمعاينة مسرح الجريمة، وسماع كافة الشهود، ورصد جميع مقاطع الفيديو التي توثق الجريمة، وذلك لاستكمال الإجراءات القانونية أصولاً.
وأوضحت أن التحقيقات الأولية خلصت إلى أن مصدر إطلاق النار الوحيد في مكان الجريمة كان من قوات الاحتلال لحظة إصابة أبو عاقلة.
وأشارت التحقيقات إلى تعمد قوات الاحتلال ارتكاب جريمتهم، حيث تبين من خلال إجراءات الكشف والمعاينة لمسرح الجريمة وجود آثار وعلامات حديثة ومتقاربة على الشجرة التي أصيبت قربها الصحفية، ناتجة عن إطلاق النار بشكل مباشر باتجاه موقع الجريمة، وكذلك تمركز أقرب قوة احتلالية كانت تبعد عن أبو عاقلة عند إصابتها حوالي 150 مترًا، وكانت ترتدي الزي الصحفي والخوذة الواقية، وإطلاق النار اتجاه المكان استمر إلى ما بعد إصابتها، ما أعاق محاولات الوصول إليها لإسعافها من قبل زملائها والفلسطينيين في المكان.
وأكدت النيابة العامة أن نتائج التقرير الأولي للطب العدلي تشير إلى أن سبب الوفاة المباشر هو تهتك الدماغ الناجم عن الاصابة بمقذوف ناري ذو سرعة عالية، نافذ إلى داخل تجويف الجمجمة من خلال جرح المدخل، ومن ثم خرج المقذوف من داخل التجويف من خلال جرح المخرج، وارتطم بعد خروجه في الناحية الداخلية من الخوذة الواقية، وارتدّ ليستقر داخل الأنسجة المتهتكة داخل الجمجمة.
وبينت أنه تم استخراج المقذوف الناري من جثمان الشهيدة، وأمرت النيابة بإحالته إلى المختبر الجنائي لإعداد تقرير فني مفصل بالشأن، وستعلن النيابة العامة عبر مؤتمر صحفي كافة النتائج النهائية لتحقيقاتها فور الانتهاء منها.
وشددت النيابة العامة بصفتها صاحبة الاختصاص الأصيل بالتحقيق في كافة الجرائم، على مضيها في استكمال كافة إجراءاتها التحقيقية اللازمة لتوثيق جرائم الاحتلال كونها “جرائم حرب” تدخل باختصاص المحكمة الجنائية الدولية.
يُشار إلى أن آلاف الفلسطينيين شيّعوا أمس جثمان الشهيدة أبو عاقلة إلى مثواها الأخير في مقبرة “صهيون” بالقدس المحتلة، إلى جانب والديها، وسط قمع واعتداء الاحتلال على الجنازة والمشيّعين، فلم تحترم الشهيدة ولا المراسم، مُطلقة القنابل الصوتية وغاز الفلفل، ومنعت الشبان من الوصول إلى المقبرة، لكنهم سلكوا طرقًا التفافية ووصلوا.
وحاولت شرطة الاحتلال فرض شروطها ومنع رفع الأعلام الفلسطينية خلال التشييع، وكذلك منع الهتافات الوطنية، لكنّ الشبان والمشيعين لم يرضخوا لتلك الشروط، واستمروا رغم القوّة والقمع.