"نفس الرّجال بحيي الرّجال".. رواية الشاب أبو خضير حول حماية نعش أبو عاقلة من الاحتلال
القدس المحتلة - القسطل: “تعاهدنا أن نُكرّمها، وأن نحمل جثمانها على أكتافنا لا بالسيارة، من المشفى حتى الكنيسة، ثم إلى مثواها الأخير”، هذا كان عهدًا بين شبان القدس وفلسطين الذين كانوا في تشييع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
من المشاهد التي كانت لافتة جدًا، قيام عناصر الاحتلال بمهاجمة حَمَلة نعش الشهيدة أبو عاقلة من داخل مبنى المستشفى الفرنساوي، باتجاه الساحة ثم إلى خارجها، لكنّ الاحتلال الذي طوّق المكان، وكان عند أبواب المشفى، اقتحم وهاجم واعتدى وأصاب.
الشاب المقدسي عمر أبو خضير كان من بين حملة النعش، وكان في المقدّمة، وناله من الضرب ما ناله، حاول أن يحمي جسده وتحمّل الضرب والألم، دون السماح للنعش بأن يسقط.
يقول أبو خضير في حديث مع لـ”القسطل”: “بعد أن تعاهدنا أن نحمل جثمانها على أكتافنا، لا بالسيارة، تكريمًا لها، وكنّا نعلم أن الاحتلال لن يرضى بذلك، توقّعنا القمع، لكننا فعلًا، لم نتوقع هذا الضرب العنيف جدًا من قبلهم، ومهاجمتهم المشيّعين بهذه الطريقة”.
ويضيف: “في أول هجوم علينا وأثناء محاولتنا الخروج بالنّعش وهو على أكتافنا، تعرّضنا للضّرب على أطرافنا السفلية، لكن، كنّا نشجع بعضنا البعض، ونقول احموا النعش، احموا النعش.. كي لا يسقط”.
تحمّل الشاب أبو خضير الضّرب الذي تلقّاه في البداية على رجليه، كغيره من الشبّان، بهراوات الاحتلال، ثم على يديه أثناء محاولته حماية رأسه، بعدها تلقّى ضربات في الصدّر.
يبيّن الشاب المقدسي أن الاحتلال ضرب جميع الشبّان، وقال: “الله من فوق رحمهم من ضربات قوية كان ممكن تسبب إلهم إعاقة لا سمح الله”.
وتابع: “وضعنا نصب أعيننا وسط هذا الهجوم ألّا يقع الجثمان، ألّا يصل الأرض نهائيًا، وبالفعل وضع الله فينا العزيمة، وتراجعنا إلى الداخل وحمينا النّعش”.
يستذكر كل التفاصيل، يحدّثنا عنها ويقول لـ"القسطل": “نفس الرجال بحيي الرجال.. كنا نحكي لبعض.. ديروا بالكم النعش.. ديروا بالكم النعش.. حتى أصبح بأمان”.
“الله أكرمنا بالخروج في جنازات شهداء، لكن لأوّل مرة أرى شبابًا بهذا الشكل من الصمود والهمّة والعزيمة"، يقول أبو خضير.