74 عامًا والجُرح غائر .. فمتى نُشفى؟
القدس المحتلة – القسطل: يحيي الفلسطينيون اليوم الذكرى الـ74 لنكبة فلسطين وتهجير أهلها منها وتدمير قراها وبلداتها واغتصاب أراضيها، نكبةٌ خلقت واقعًا سياسيًا جديدًا، أوجد كيانًا محتلا سُمّي بـ “إسرائيل”، على أنقاض 78 في المائة من مساحة دولة فلسطين التاريخية، والتي تشهد تغيرًا مستمرًا لخارطتها منذ العام 1948.
شكّلت “النكبة” عملية تحوّل مأساوي في خط سير حياة الشعب الفلسطيني، بعد سلب أرضه وممتلكاته وثرواته، وما تعرّض له من عمليات قتل ممنهج وتهجير على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948.
وبدأت وقائع النكبة، فعليًا، قبل الـ15 من أيار؛ والذي اختاره السياسيون لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية، عندما هاجمت عصابات صهيونية قرىً وبلدات فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقًا.
ووفقًا لما يؤكده العديد من المؤرخين والباحثين، فإن عملية التهجير القسري للفلسطينيين تمت “بشكل مبرمج ومخطط، بهدف تطهير فلسطين من سكانها العرب”، فيما واكبت تلك العملية حملات مكثفة من الإرهاب والمجازر والتي شكلت إحدى الأسباب الرئيسية لترك الفلسطينيين قراهم ومدنهم قسرًا، على أمل عودة قريبة.
سيطرت العصابات الصهيونية خلال النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، وتم تدمير 531 منها بالكامل وطمس معالمها الحضارية والتاريخية، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه.
كما شهد عام النكبة أكثر من 70 مجزرة نفذتها العصابات الصهيونية، وأكثر من 15 ألف شهيد والعديد من المعارك بين المقاومين والاحتلال الإسرائيلي.
في الوقت الذي يحيي فيه الفلسطينيون هذه الذكرى، ما زالت تشهد البلاد عمليات قمع واعتداءات متواصلة من قبل الاحتلال على البشر والحجر والشجر، يستمر الاحتلال في عدوانه على الأرض، على الطفل والشيخ والنّسوة، يحرم شعبنا من حقه في العيش الكريم، والعبادة والتنقّل.
74 عامًا، والجُرح ما زال غائرًا، فمتى نُشفى؟