مُصابٌ بأحداث المقبرة.. نادر الشريف استهدافٌ على سرير العلاج
القدس المحتلة- القسطل: في السادس عشر من أيار الجاري، تقدّم المقدسي نادر الشريف صفوف المشيّعين لجثمان شهيد الأقصى، ونزل إلى القبر يسجي ابن عائلته الشهيد وليد، وما هي إلا لحظات حتى تحوّلت مقبرة المجاهدين إلى "ساحة حرب"، واندلعت مواجهات عنيفة أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص والقنابل وغاز الفلفل.
أُصيب الشريف برصاصةٍ مطاطية أطلقتها قوات الاحتلال نحو عينه؛ نتج عنها عدّة كسورٍ في الجمجمة ونزيفٍ في الدماغ، وهو يرقد حتى اللحظة في مستشفى "تشعاري تسيدك"، وسط حالة ترقّبٍ وخوفٍ على مصيره.
الشريف أبٌ لستة أبناء، أصغرهم طفله عبد الله الذي ربما لا يعرف ما حدث مع والده ويفتقده بجانبه في هذا الوقت. نادر، يُحبه أهل القدس وينتظرون عودته سالماً معافىً إلى عمله، ليتذوقوا الفلافل الممزوج بابتسامته وروحه المقدسية مرةً أخرى.
"لا حرمة لشهيدٍ أو مقبرة"
يروي شقيقه نائل الشريف تفاصيل ما حدث، ويقول لـ "القسطل": "يوم الإثنين الماضي، أثناء تشييع الشهيد وليد، حدث احتكاك بين قوات الاحتلال والمشيّعين قرب باب الساهرة، تهجّمت علينا القوات بالهراوات والضرب".
ويُبيّن الشريف أن المشيّعين واصلوا مسيرهم نحو مقبرة المجاهدين في شارع صلاح الدين، وكان من بينهم شقيقه "نادر" الذي نزل إلى القبر، وسجى الشهيد حتى آخر لحظة، وسط إطلاق القوات القنابل الغازية بكثافة.
ويضيف: "عندما قارب نادر على الانتهاء، توقف ورفع يديه لقوات الجيش ليخبرهم بأنه انتهى من الدفن، لكن القوات أطلقت صوب وجهه رصاصةً مطاطية، وجاء ابني مسرعاً وبدأ يصرخ "عمي انطخ".
حالةٌ خطرة وترقُّب
ولم تكتفِ قوات الاحتلال بإصابته برصاصها الغادر، بل منعت الطواقم الطبية من علاجه، وعرقلت مرور مركبة الإسعاف إلى المستشفى، وأغلقت مدخل شارع صلاح الدين.
وحول حالته الصحية، يؤكد شقيقه أن "إصابة نادر خطرة جداً، وهناك شظايا تستقر في عينه حتى اللحظة، يعاني من كسر في الفك، وكسور في الجمجمة ونزيف في الدماغ.. جميع العائلة تنتظر أي خبر يطمئن قلوبنا عليه".
"مُنعنا من رؤيته"..
أيّ وجع يعيشه المقدسيون في هذه المدينة التي لا تنتهي جروحها، يُطلق الاحتلال رصاصه وقنابله، يُصيب الأهالي والمشيّعين، ومن ثمّ يلاحقهم وهم "طرحى" على سرير العلاج، ويعتدي على عائلاتهم التي تحترق قلوبها من الخوف.
وتقول والدته بحرقةٍ كبيرة: "عندما سمعت بإصابة نادر بالرصاص، جُنَّ جنوني، توجهت مباشرةً إلى المستشفى ووجدته في حالةٍ صعبة لم أستطع تحمّلها.. طوال الليل وحتى صباح اليوم التالي لم تسمح لنا القوات برؤيته".
وتصفُ لـ "القسطل" المشهد والدموع تحتبس بعينيها: "امتلأت غرفة نادر بقوات الجيش والشرطة، مُنعنا من رؤيته، وأثناء تواجدنا في الممر، تهجّمت علينا القوات بالصراخ والدفع، أخرجتنا إلى الخارج، تحت أشعة الشمس، رغم أنني مريضة أعاني من السكري والضغط".
. . .