دعوا لـ"قتلها".. الشابة الفلسطينية بيان مصاروة تتعرّض لحملة تحريض "إسرائيلية" بسبب منشوراتها
القدس المحتلة -القسطل: حرّضوا على قتلها علنًا عبر تعليقاتهم ومنشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تُلاحقهم أي من أجهزة الاحتلال “الإسرائيلية”، بل ما زالت حملة التحريض ضدّها قائمة، بُغية طردها من إحدى جامعات الاحتلال قضاء مدينة تل أبيب.
بيان مصاروة، شابة فلسطينية من بلدة كفر قرع في الداخل المحتل، تبلغ من العمر 23 عامًا، تدرس في تخصص “تطبيق حسابات وإدارة أعمال” في جامعة “بار إيلان” التي لا يصل عدد طلّابها العرب 2000 وهو من بين 19 ألف طالب، والأغلبية يهودية، منذ بداية شهر أيار الجاري، جرت حملة تحريضية ضدّها بسبب منشوراتها على “فيسبوك”، حتى دعا طلاب الجامعة إلى طردها.
تقول مصاروة: “إن الأمر بدأ بعد الوصول إلى منشوراتي عبر صفحتي الشخصية، من خلال طالبة يهودية، قامت بتصويرها ونشرتها على مجموعة خاصة بطلاب الجامعة، وعلّقت بالقول: “يوجد معنا في الجامعة طالبة تمجّد الإرهابين”.
وانهالت على هذا المنشور مئات التعليقات التي دعت إلى طرد مصاروة من الجامعة، متسائلين “كيف يُمكن أن يكون بيننا طلاب يُمجّدون “الإرهابيين” (شهداؤنا الفلسطينيون)، إضافة إلى دعوة علنية لقتل الشابة.
تقول مصاروة لـ”القسطل” وهي إحدى الشابات الفلسطينيات العاشقات للمسجد الأقصى والوطن وفلسطين، إن المنشورات التي قامت الطالبة اليهودية بتصويرها تتعلّق باقتحام جيش الاحتلال لجنين، وارتقاء ثلاثة شهداء، فكتبت: “تعزُّ عليّ جنين..يعزّ عليّ أحزانها.. رحم الله شهداءنا”.
“ثم نشرت منشورًا آخر، كتبت فيه عن شهيد سلواد الذي ارتقى بعد شهداء جنين، وقلت إن الضفة قدّمت اليوم أربعة شهداء، اللهم احم الضفّة”، تبين مصاروة.
جمعية “إم ترتسو” اليمينية المتطرّفة التي تحرّض على العرب، الطلاب والعمّال، شاركت في التحريض، ونشرت منشورات مصاروة، على صفحتها وكتبت إن هذه الطالبة تُمجّد الشهداء وتدعم عملية “بني براك”. وهناك كتلة في جامعة “بار إيلان” تابعة لهذه الجمعية المتطرفة أرسلت عبر الإيميل رسالة لإدارة الجامعة تُطالب بطردها.
تقول مصاروة: “استطاع الطلّاب اليهود وبعد حملة التحريض القوية، تجميع نحو 4500 توقيع، ضمن عريضة تُطالب إدارة الجامعة بطردي”.
بعد ذلك خضعت الشابة الفلسطينية للقاء أشبه بـ”التحقيق” عبر برنامج “الزوم”، مع عميدة شؤون الطلبة، بعد رفضها الحضور للجامعة بسبب عدم شعورها بالأمان، وقالت: “ادّعوا بأنها جلسة توضيحية، إلّا أنني شعرت بأني في التحقيق لمدة 40 دقيقة، وكان اللقاء هجوميًا، لكني لم أخف، فأنا محميّة قانونيًا”.
وبكل فخر قالت مصاروة لهم: “أنا فلسطينية في جامعة “بار إيلان”، وهذه آرائي السياسية التي لن أتخلّى عنها”.
في العاشر من أيار، نشرت “إم ترتسو” عن الموضوع مجددًا، وأرفقت العريضة والمنشورات، ودعت لتظاهرة في الجامعة في اليوم التالي. لكن في الـ11 من أيار، لم تسمح الجامعة بإقامة التظاهرة في حرمها، ليقوم الطلاب اليهود بالتجمع عند إحدى بوّاباتها رافعين أعلام الاحتلال، وعددهم لم يتجاوز الأربعين طالبًا، وطالبوا بطردي من الجامعة.
لم يكتف الطلاب اليهود بذلك، بل انتقلوا إلى مجموعة خاصة بالسكن الطلابي (تجمع العرب واليهود معًا)، وتساءلوا فيها قائلين: “هل هذه الطالبة تعيش في السكن، إذا كانت الإجابة نعم، فلنذهب ونقوم بعمل زيارة لها!”، حسبما حدّثتنا مصاروة.
الشابة الفلسطينية التي حُرمت حتى اللحظة من العودة إلى جامعتها، بسبب عدم الأمان، ستقدّم شكوى ضد كل من دعا لقتلها أو حرّض على ذلك، ولن تسكت على حملة التحريض هذه بسبب منشورات أكّدت أنها تُعبّر عن رأيها ومبادئها ولن تتخلى عنها.