العيساوية..شعلة النار التي يحاول الاحتلال إخمادها
القدس المحتلة-القسطل: يكاد لا يمرّ يومٌ، إلا وتعيش بلدة العيساوية مواجهات مع جيش الاحتلال، عقب اقتحامها ونصب الحواجز العسكرية، حتى باتت ساحة تدريب لجنود الاحتلال، ولا هدف له سوى إخضاع البلدة وإطفاء شعلة المقاومة فيها.
يقول عضو لجنة المتابعة في العيساوية محمد ابو الحمص في حديث مع القسطل إن قوات الاحتلال تستهدف العيسوية منذ شهر مايو العام الماضي، عقب استشهاد الشاب محمد عبيد، إذ يتم اقتحام البلدة بشكل يومي.
وأضاف أن مصطلح "اقتحام" العيساوية يثير استغرابي، على أرض الواقع الاحتلال يتواجد بشكل يومي، و24 ساعة في أحيائها، نرى جنود الاحتلال يتجولون داخل وعلى أطراف البلدة.
ويتابع أن جنود الاحتلال في الأمس أطلقوا أكثر من 30 قنبلة غاز داخل البلدة وبين المنازل، وقبل أربعة أيام أطلقوا أكثر من 40 قنبلة غاز وجميعها كانت قرب المراكز الصحية في البلدة.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تتعمد استفزاز شبان البلدة، إذ يقومون بنصب الحواجز وتفتيش المركبات والأهالي، والتدقيق في هوياتهم، وهو ما يثير غضب الشبان وكردة فعل تندلع المواجهات.
وأوضح أن الاحتلال يقتحم البلدة في أوقات الدوام المدرسي، لا سيما عند التوجه للمدارس ومغادرة الطلبة، مبينا أن طلابا كثر فقدوا التعليم نتيجة الاعتقالات وفرض الحبس المنزلي عليهم.
وقال أبو الحمص:"وصل عدد المعتقلين في بلدة العيساوية إلى 1300 معتقل منذ عام ونصف، وهناك شبان وأطفال معتقلون أكثر من 10 مرات، وفي كل مرة يتم الافراج عنهم، يتم اعتقالهم مجددا".
وأردف أن الاحتلال يمارس الضغوطات على أهالي البلدة، إذ يعتبرونها شعلة نار غير قادرين على إطفائها، ويسعى الاحتلال لتركيع البلدة، حتى يستطيع أن يخضع بلدات أخرى في مدينة القدس له.
وتابع الاحتلال يدرك أن أهالي العيساوية صامدون، وفي كل مرة يتصدى أهالي البلدة لهم، لذلك باتت البلدة ساحة تدريب لجنود وضباط الاحتلال الجدد.
وأشار إلى أن سياسة تدريب الجنود في العيساوية قديمة جديدة، ففي كل مرة يأتي ضابط جديد، يتوجه لتدريب جنوده في البلدة، ويتم نصب الحواجز واجبار الأهالي على الترجل من المركبات والمشي مسافات طويلة، ويقتحمون المنازل بذريعة البحث عن مطلوبين.
وبيّن أن هناك أكثر من 15 مقدسيا من أهالي البلدة فقدوا أعينهم، نتيجة إطلاق الرصاص صوبهم خلال الاقتحامات والتدريب العسكري.
أنور عبيد أحد شبان بلدة العيساوية الذي يستهدفه الاحتلال بشكل مستمر، إذ تم اعتقاله أكثر من 20 مرة، وفرض الحبس المنزلي عليه وتم تسليمه قرار إبعاد عن مدينة القدس.
يقول عبيد لـ"القسطل" في أول اعتقال لي كان عمري 12 سنة، حينها اعتدت عليّ وحدة المستعربين وقامت باعتقالي. أمضيت في سجون الاحتلال ما يقارب 5 سنوات.
وأضاف أنه عقب استشهاد الشاب محمد عبيد العام الماضي، اعتقلته قوات الاحتلال خلال عام واحد 10 مرات، حاله حال بقية شبان العيساوية، الذين كان يتم اعتقالهم لأيام والتحقيق معهم.
وتابع أن الاحتلال كان يحقق معنا، دون وجود أدلة، ليتم الافراج عنا بعد أيام، لكن كانت سلطات الاحتلال تسلّمنا قرارات حبس منزلي وتفرض علينا غرامات مالية.
في الثامن من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنهى عبيد قرار الإبعاد عن مدينة القدس، والذي جاء بعد فرض الحبس المنزلي عليه لمدة أربعة أشهر.
يقول عبيد:"عندما تكون مبعد، تكون بعيدا عن عائلتك، والبلدة التي تعيش فيها، وعن مدينة القدس، طيلة الوقت تكون محصور في مكان معين، الإبعاد صعب جدا".
. . .