القدس المحتلة- القسطل: يُصادف اليوم ذكرى استشهاد الأسير المقدسي عزيز عويسات من بلدة جبل المكبر، والذي ارتقى في سجون الاحتلال في 20 أيار/ مايو عام 2018، بعد أن تعرّض للضرب الوحشيّ والتعذيب على يد السجانين وتحديدًا على يد قوات "النحشون"؛ مما أدى إلى إصابته لاحقًا بجلطة قلبية أدت إلى استشهاده في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي.
وتحتجز سلطات الاحتلال جثامين تسعة أسرى، ارتقوا شهداء في سجونها، وهم من بين 103 شهداء يواصل الاحتلال احتجاز جثامينهم، إلى جانب 256 في مقابر الأرقام، وفقًا لمعطيات "مركز القدس للمساعدة القانونية".
ووفقاً لنادي الأسير، يواصل الاحتلال احتجاز جثامين ثمانية أسرى إلى جانب الشهيد المقدسي عويسات، أقدمهم الشهيد الأسير أنيس دولة وذلك منذ عام 1980، وعزيز عويسات في العام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السّايح جميعهم ارتقوا خلال العام 2019، وسعدي الغرابلي وكمال أبو وعر اللّذان استُشهدا عام 2020، وسامي العمور خلال 2021، وآخرهم داوود الزبيدي الذي ارتقى في الخامس عشر من أيار الجاري.
وقال نادي الأسير اليوم الجمعة إن "عدد الشهداء الأسرى بلغ 228 شهيدًا ارتقوا في سجون الاحتلال منذ عام 1967، آخرهم الشهيد داوود الزبيدي الذي ارتقى متأثرًا بإصابته برصاص جيش الاحتلال، حيث أعلن الاحتلال عن اعتقاله لاحقًا بعد نقله إلى مستشفى "رمبام" الإسرائيليّ، وهناك مئات من الأسرى الذين ارتقوا بعد الإفراج عنهم بفترات وجيزة، نتيجة لأمراض وإصابات ورثوها عبر سنوات اعتقالهم، آخرهم الشهيد إيهاب زيد الكيلاني من نابلس الذي ارتقى بعد شهر من الإفراج عنه، حيث اكتُشفت إصابته بالسرطان بعد أن وصل المرض إلى مرحلة متقدمة".
وبيّن نادي الأسير أن من بين الشهداء الأسرى 76 أسيرًا ارتقوا نتيجة للقتل العمد، و7 بعد إطلاق النار عليهم مباشرة، و72 نتيجة لسياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء) والتي تنفذها إدارة سجون الاحتلال، و73 نتيجة للتعذيب.
وأكد نادي الأسير أنّ جريمة احتجاز جثامين الشهداء هي إحدى أبرز الجرائم التي مارسها الاحتلال على مدار العقود الماضية، إلا أنّه ومع اندلاع "الهبة الشعبية" في نهاية عام 2015، صعّد منها وتحولت إلى نهج وبقرار سياسي من الاحتلال.
وتابع "على الرغم من أنّ هذه الجريمة تُشكّل انتهاكًا لكل القوانين والأعراف الدولية وهي شكل من أشكال "العقاب الجماعيّ"، إلا أنّ الاحتلال الإسرائيليّ ماضٍ فيها دون أدنى اعتبار لذلك، كما في كل الجرائم التي يواصل ممارستها بحق أبناء شعبنا".
الشهيد عزيز عويسات..
الأسير عويسات (53 عامًا) من بلدة جبل المكبر جنوبي شرق القدس، اعتقلته قوات الاحتلال عام 2014، وحُكم بالسّجن لمدة 30 عامًا.
أصيب بنزيف حاد وجلطة قلبية نتيجة الاعتداء الهمجي عليه من قبل قوات القمع في سجن “ايشل” في الثاني من شهر أيار/ مايو 2018، ودخل في غيبوبة، ما استدعى نقله بشكل عاجل إلى مشفى الرملة ومنها إلى مشفى “أساف هروفيه”، إلا أن حالته الصحية تدهورت أكثر.
تم نقل عويسات بعد ذلك إلى مشفى “تل هشومير” بوضع حرج، ثم أُعيد مجدّدًا إلى مشفى “أساف هروفيه” حيث تم الإعلان عن استشهاده في العشرين من شهر أيار/ مايو من العام 2018.
نتائج تشريح جثمان الأسير الشهيد عويسات أفادت بأن سبب الوفاة المباشر جلطة قلبية حادة أدت الى استشهاده، حيث شارك في التشريح الطبيب الفلسطيني ريان العلي مدير معهد الطب العدلي الفلسطيني.
وقال في حينها: “إن عملية التشريح أظهرت أن الأسير عويسات عانى من عدة مشاكل في القلب، تمثلت في انغلاق وانسداد حاد في الشرايين الرئيسية وتضخم في عضلاته، أدى إلى تلف وتعطيل لكل أجهزته”.
وكشف العلي عن وجود بعض الكدمات على جسد الأسير عويسات، والتي كانت على شكل بقع ظاهرة في عدة أنحاء من جسمه.
ووفقًا لشهادات العديد من الأسرى في سجن “ايشل” وقت الحادثة، فإن الشهيد عويسات تعرض لاعتداء وحشي خلال نقله من القسم، وأن الاستفراد فيه تواصل بعد نقله إلى الزنازين، حيث نقل منها إلى المشفى في غيبوبة (نقلًا عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين).
. . .