"نزعوا فرحتنا".. عائلة أبو كف تُجبر على هدم منزل ابنها قبيل زفاف شقيقته
القدس المحتلة- القسطل: هي الآلام والأوجاع لا تنتهي في قلوب أبناء العاصمة المحتلة، تُهدم منازلهم قبل أن يسكنوها، يُحطم “عش الزوجية” ويتحول إلى ركام، بلمحِ البصر، ويتشرّدون وتختلط أحزانهم وأفراحهم.
مساء أمس الخميس (التاسع عشر من أيار)، أجبرت بلدية الاحتلال المقدسي مهند أبو كف، من بلدة صور باهر جنوبي القدس المحتلة، على هدم منزله قسراً.
منزلٌ لا تتجاوز مساحته السبعين متراً، بناه حالماً بأن يسكن فيه بأمنٍ وأمان هو وشريكته بعد أن يتزوج؛ لكن قرارات الاحتلال الجائرة حطمت أحلام أبو كف قبل أن يحظى بهذه اللحظات داخله.
“حُطمت الأحلام”..
يقول مهند أبو كف لـ “القسطل” بغصّة “حاولت أكثر من مرة تأجيل قرار هدم المنزل، وفي النهاية أصدر الاحتلال أمراً يقضي بهدمه بشكلٍ فوري، وإلا ستهدمه آلياتهم مقابل غرامة مالية باهظة”. ثمانية أشهرٍ قضاها الشاب العشريني أبو كف واصلاً الليل بالنهار من أجل إنهاء بناء منزله، وحتى يعيش فيه بعيداً عن تكلفة الإيجارات الباهظة في العاصمة المحتلة، إلا أن الاحتلال نغّص الأحلام قبل اكتمالها. وحول شعوره في هذه اللحظات الصعبة، أضاف بحرقةٍ وصعوبة: “الحمدلله.. الحمدلله دائماً وأبداً”. “أفراحٌ رغم الجراح” على بعد مسافةٍ صغيرة من منزل مهند، تنصب عائلة أبو كف خيمة استعداداً لحفل حناء وزفاف ابنتهم خلال اليومين القادمين، وسط أجواء حزينة وسعيدة في آنٍ واحد، فهذا هو الحال في القدس. وتقول المقدسية أم إبراهيم أبو كف لـ “القسطل“: “كُنا نستعد لحفل زفاف شقيقة مهند، وسط أجواء مليئة بالسعادة، ولكننا تفاجأنا بخبر الهدم، فذهبت شقيقتي وأخبرت المحامي عن الزفاف، ووعدها بأنه سيؤجل الهدم حتى الأسبوع المقبل، أيّ بعد انتهاء الزفاف”. كانت عائلة أبو كف مثلها مثل أي عائلة مقدسية تعشق “الفرح والحياة”، تُحضّر لحفل زفاف ابنتها بشكلٍ يليقُ بها، حاولوا تأجيل هدم منزل مهند مراراً وتكراراً إلا أن الأمر انتهى بـ “ركامٍ” تكوَّم بجانب خيمة الفرح، وقلوبٍ يعتصرها الحزن وسط أجمل اللحظات التي لن تتكرر. وتضيف “أم إبراهيم” بنبرةٍ حزينة: “لم يتم تأجيل الهدم.. أجبرنا الاحتلال على هدم منزل مهند قسراً وبشكلٍ عاجل.. نحن نُحضّر لحفل الزفاف والآن ذهبت كل فرحتنا.. حسبي الله ونعم الوكيل”. “لا يسمحون لنا بالبناء أو إصدار التراخيص.. سرقوا بيوتنا وأراضينا.. إلى أين نذهب؟ نحن صامدون في أراضينا ومنازلنا حتى لو سنعيش في خيمة أو مغارة”، هذه الكلمات التي رددتها أم إبراهيم بغصّةٍ كبيرة، وصبرٍ أكبر، بعد أن أجبر الاحتلال قريبها على هدم منزله قسراً تزامناً مع حفل زفاف شقيقته. قصصٌ تتكرر في القدس باختلاف الأشخاص والأماكن، ولكنها سياسة واحدة تهدف لتفريغ المدينة من أبنائها وفتح المجال أمام الجمعيات الاستيطانية لتنفيذ مشاريعها.. . .