بعد مرور عام على معركة "سيف القدس".. ما هي المتغيرات التي حدثت في المدينة المقدسة؟

بعد مرور عام على معركة "سيف القدس".. ما هي المتغيرات التي حدثت في المدينة المقدسة؟

القدس المحتلة - القسطل: شكّلت معركة سيف القدس منعطفًا مهمًا في تاريخ الصراع مع الاحتلال "الإسرائيلي"، فقد مرّ عام على هذه الذكرى التي استمرت لمدة 12 يومًا في شهر أيار/ مايو من العام الماضي 2021، فكيف أصبحت المقاومة عاملًا فاعلًا يتحكم في حدة السلوك الإسرائيلي سواء بمسيرة الأعلام أو اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى؟، وكيف بات الاحتلال يلجأ لإنهاء بعض القضايا أو لربّما ترحيلها مثل قضية الشيخ جراح؟، إليكم هذا التقرير الذي يسلّط الضوء على بعض المتغيّرات بعد عام على المعركة.

الدجني: المقدسيون خلفهم قوّةٌ تحميهم

يعتقد المحلل السياسي حسام الدجني بأن أهم متغير حدث بعد معركة "سيف القدس"، هو إعادة صياغة الوعي الجمعيّ، وإعادة الثقة للشارع الفلسطيني في القدس أن خلفه قوّةً تحميه.

ويقول لـ”القسطل” إن "المقدسيين باتوا يشعرون أن لديهم مقاومة تهبّ لمساعدتهم عندما يتم إطلاق المناشدة، وهذه مسألة بالغة الأهمية من الناحية النفسية التي تعزز وتقوي من صمودهم في أرضهم، في ظل التحديات التي يواجهونها".

ويُبيّن أن المتغير الثاني الذي حدث بعد "سيف القدس" يتعلّق بالاحتلال، مؤكداً أن معادلة "غزة- القدس" هي متغيرٌ جديد، فقد كانت دائماً غزة تتحدث عن آهاتها وأوجاعها وحصارها، أما اليوم بعد وخلال المعركة، أصبحت القدس وكل المناطق فيها مرتبطة بشكلٍ مباشر في المقاومة الفلسطينية.

ويشدد الدجني في حديثه مع "القسطل" على أن "الاحتلال بات يخشى المقاومة؛ ولذلك أصبحت قراراته مرتبطة بالدرجة الأساسية في توجهات المقاومة، وهذه مسألة بالغة الأهمية".

"مسيرة الأعلام" .. وثورة مقدسية 

لافتاً إلى أن التحدي الأبرز الآن أمام كل الأطراف، هي "مسيرة الأعلام" التي يخطط الاحتلال لتنفيذها في الـ29 من شهر أيار/مايو الجاري.

ويضيف: "يجب أن يكون هناك ثورة مقدسية حقيقية يساندها أهلنا من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني لمقاومة هذه المسيرة، حيث لا ينبغي أن تذهب "إسرائيل" بعيداً لحرف البوصلة باتجاه قطاع غزة، والمقاومة ستكون يدها على الزناد في حال حدث أيّ طارئ".

ويتابع: "بالتالي نكون أمام معادلة جديدة تؤكد أن وحدة الشعب الفلسطيني هي الأساس، وتؤكد أيضاً أن سياسة استهداف القدس تارةً وجنين تارةً أخرى وقبلها غزة، هي سياسة فاشلة وخاطئة وغير مقبولة لدى الكل الفلسطيني".

منصور: "القدس جزء من قواعد الاشتباك"

أما المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، يقول لـ "القسطل" إن: "هذا النوع من المعارك يُقاس على المدى البعيد، وبعد عام اتضح أنه بالفعل هناك معادلة تم تثبيتها، وأصبحت القدس وما يحدث فيها جزءاً من قواعد الاشتباك بين المقاومة والاحتلال".

ويشدد منصور أن "سيف القدس" لجمت بشكلٍ أو بآخر العدوانية "الإسرائيلية" في المدينة المقدّسة، ويدها الطليقة للمستوطنين وقوات الشرطة وعمليات التهويد.

وأكد أنه "أصبح هناك كوابح وضوابط تجعل الاحتلال يتردد طويلاً في الإقدام على أيّ عدوان في العاصمة، وأن هذا مكسبٌ للقدس والمقاومة وخلق حالة توازن في ظل جميع العدوانية الإسرائيلية".

ترحيل القضايا

وحول ترحيل قضية الشيخ جراح، يعتقد المحلل السياسي حسام الدجني لـ "القسطل" أنه هناك استراتيجية "إسرائيلية" ممتدة في القدس، تقوم على البُعد الجغرافي والديموغرافي وغيرها من القضايا السياسية والاقتصادية، وأن معركة "سيف القدس" بالتأكيد قيّدت وكبلت تنفيذ هذه القضايا، ولذلك فإن "إسرائيل" باتت تحاول أن تمضي في هذه الإستراتيجية "على استحياء".

"إسرائيل تحاول أن توازن بين رضا "اليمين" المتطرف وبين الأطراف "اليسارية" داخل الحكومة، وعلى رأسها "القائمة الموحدة"، أيضاً تريد أن لا تدخل في مواجهة عسكرية مع غزة، وفي ذات الوقت تريد أن ترضي "اليمين"، ولذلك هناك حالة تناقض أضعفت حكومة الاحتلال، وهذا الضعف بالتأكيد مهم في إطار مشروعنا الوطني التحرري، فبنية النظام السياسي الفلسطيني باتت هشة”، كما أوضح الدجني.

أما المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، يُبيّن لـ "القسطل" أن الاحتلال لا يتراجع بشكلٍ علني عن خطواته، أو سياساته، ولكنه يُعيدها إلى الخلف، ويقوم بتقييم سياساته وإعادة صياغتها، مشدداً على أن "التراجع إلى الخلف، حدّ من عدوانية الاحتلال في الشيخ جراح، وأن يكون هو المُتحكِم الوحيد في قضية تهجير الأهالي من منازلهم وأراضيهم".

ويؤكد أن إحدى ميزات معركة "سيف القدس"، أنها ضغطت "الإسرائيليين" وكانت هي الطرف المبادر لوضع قواعد المعركة؛ وهذا انعكس على السياسة "الإسرائيلية" بالتخبط الذي نشاهده اليوم، من ناحية تصريحات ومحاولة حزب "اليمين" المتطرف إظهار كأن شيئاً لم يتغير، ومن جهةٍ أخرى، اتخاذه خطوات محسوبة وتَحسُّب وتراجع.

ويقول "إن إسرائيل بدأت تحسب حساب أيّ خطوة عدوانية صغيرة في القدس، وتدرك أنه من الممكن أن يكون لها ثمن طويل يجرها إلى معارك عسكرية طويلة ومُكلفة الثمن".

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *