الأشقاء سراحنة.. غيّبتهم السجون 20 عامًا والعزيمة سيّدة الموقف

الأشقاء سراحنة.. غيّبتهم السجون 20 عامًا والعزيمة سيّدة الموقف
القدس المحتلة- القسطل: هو الاحتلال يسرق أعمار الشبّان الفلسطينيين فيزجّهم في سجونه لفتراتٍ وبأحكامٍ طويلة، معتقدًا أنه سيثنيهم عن النضال والمقاومة، لكنه لا يعرف أن سياساته هذه تزيد من قوّتهم وصلابتهم، ودفاعهم عن قضيتهم ووطنهم بكل ما أوتوا من قوّة. يدخل الأسير المقدسي إبراهيم أحمد سراحنة (52 عامًا) اليوم الإثنين، عامه الاعتقالي الواحد والعشرين على التوالي في سجون الاحتلال. سنواتٌ طويلة مرّت عانى فيها من الحرمان والشوق لعائلته، ومنزله، وحياته خارج الأسر في مدينة القدس. تستعيد شقيقته المقدسية أم نضال غنام ذكريات مؤلمة قبل 20 عامًا، تتحدّث عنها وكأنها حصلت للتوّ واللحظة، تذكر كيف ذهب شقيقها سراحنة سعيدًا لشراء الهدايا، لكن قوات الاحتلال اختطفته من بين عائلته. وتقول لـ “القسطل“: في مثل هذا اليوم من عام 2002، ذهب شقيقي وزوجته وابنته إلى إحدى مدن الداخل الفلسطيني، كان يريد شراء الهدايا لطفلته، إلّا أن عشرات القوات اعتقلته بطريقٍة غير طبيعية؛ بحجة أنه “يُنفذ العمليات الفدائية”.  وتُبيّن “أم نضال” أن شقيقها تعرّض خلال فترة اعتقاله الطويلة، لتحقيقاتٍ “قاسية” تخللها التعذيب، ولأكثر من سنتين لم تعرف عائلته أيّ معلومٍة عنه، أو عن مكان احتجازه، وظروفه الاعتقالية والصحية. لم تكتفِ قوات الاحتلال باعتقال إبراهيم فقط، وفي شهر حزيران/ يونيو من ذات العام اعتقلت شقيقه موسى (60 عامًا)، أما في شهر تموز/يوليو زجّت شقيقهما خليل (40 عامًا) في سجونها، وحكمت عليهم جميعاً بالسجن المؤبد مدى الحياة. يحتجز الاحتلال الأشقاء الثلاثة في زنازينه التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة، إبراهيم وموسى في سجن “ريمون” الصحراوي، أما خليل فقد نُقل إلى سجن “نفحة”، وثلاثتهم لا يعرفون سوى الأمل والعزيمة، وحُب وطنهم. وتصفُ شقيقتهم ذلك، وتقول لـ “القسطل“: “معنوياتهم قوية.. عزيمتهم عالية.. دائمًا لديهم أمل بالحريّة القريبة.. الحمدلله رب العالمين”، لافتًة في حديثها إلى أن شقيقها “موسى” مُتعب، ويعاني من “تجلط في الدم”. تصمتُ “أم نضال” قليلًا، ثمّ تردد بنبرٍة حزينة: “سنواتٌ طويلة مرّت دون وجود أشقائي بيننا.. ثلاثتهم كانوا شبابًا.. كبروا وأمضوا أعمارهم خلف القضبان.. لكن ليس لنّا ولهم إلا رب العالمين والدعاء”. وتختتم حديثها والألم والشوق يملأ قلبها، وتقول: “آه.. والله إنّا انحرمنا منهم.. اشتقتلهم.. نفسي أضمهم وأجتمع معهم.. الله يهونها عليهم ويفك أسرهم هم وكافة الأسرى والأسيرات.. الحمدلله دائمًا”.
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *