القدس: تجمع الزعاترة..يواجهون بصمودهم مخطط الترحيل
القدس المحتلة-القسطل: قبل احتلال فلسطين، أقامت عائلة الزعاترة تجمعا لها على عشرات الدونمات شرق بلدة الزعيم قضاء القدس المحتلة، يواجهون اليوم بصمودهم وثباتهم مخططات الاحتلال في الاستيلاء على أراضيهم وطردهم منها.
محمد الزعاترة (63 عاما) ولد في تجمع الزعاترة، يقول في حديث مع القسطل إن التجمع مقام منذ أكثر من 80 عاما، أي قبل الاحتلال "الإسرائيلي" لفلسطين، وتنحدر العائلة من بلدة السواحرة الشرقية، لكننا لم نعش فيها.
يضيف أن العائلات كانت متفرقة في عدة أماكن في البرية، لكنها منذ 80 عاما تجمعت على أراضي شرق الزعيم، ويضم التجمع 28 عائلة، ما يعادل 120 فردا.
يتابع أن العائلات تعتمد في مصدر رزقها على الثروة الحيوانية، ومنهم من يعملون في ورش البناء، ويعيشون في بيوت من الصفيح، يواجهون برد الشتاء وحر الصيف.
يشير الزعاترة إلى أن سلطات الاحتلال كانت في السابق تقتحم المنطقة بشكل مستمر، وفي الثمانينات طالبوا أهالي التجمع بالرحيل، ورفضوا ذلك.
يقول:"الشعب الفلسطيني مطارد أينما حل ورحل، أصبحنا شوكة في حلق الاحتلال، في إحدى المرات وصفنا ضابط الاحتلال بأننا مشكلة بالنسبة لهم، وأخر قال إنهم لا يعلمون كيف يمكنهم طردنا، وكان ردُّنا بأننا لن نرحل من أرضنا، ثابتون هنا، لن نتخلى عنها مهما كان الثمن".
قبل أشهر شرعت عائلة محمد ببناء بركسين ملاصقين لنجليهما المقبلين على الزواج، وقامت بتجهيزهما بكل ما يلزم من أثاث ومقتنيات، دون أن تعلم ماذا كان يخطط الاحتلال لهم.
في الثلاثين من شهر سبتمبر الماضي، اقتحمت سلطات الاحتلال التجمع، ووجه ضابط الاحتلال سؤالا لمحمد عن البناء الجديد الذين يقومون به، وإذا ما كان البيت من الطوب (البلوك)، فرد عليه محمد بأنه ينوي تزويج نجليه، والبناء من الصفيح.
تعمد الاحتلال أن يترك محمد ينهي بناء البركسين، ليقتحم التجمع مجددا بعد ثلاثة أسابيع، وشرع بتصوير المسكن، دون تسليمه أي إخطار هدم.
في الرابع عشر من الشهر الجاري، اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال التجمع برفقة الجرافات، وشرعت بأول عملية هدم في التجمع، لمسكني نجلي محمد.
فرض الاحتلال طوقا عسكريا على العائلة، ومنعهم من الوصول إلى مساكنهم، ولم يسمح لهم بإخراج الأثاث، ليتفاجئ محمد بعد عودته من عمله بعملية الهدم، وجه سؤاله صارخا في وجه الضابط:"بأي حق تهدم، وأنت لم تسلمنا إنذار مسبق"، فأجابه:"توجه للمحكمة إذا أردت، أنت لا تملك ترخيص بناء".
"نحن موجودون على هذه الأرض قبل احتلالهم، بأي حق يهدمون ويطالبوننا نحن أصحاب الأرض بالحصول على ترخيص منهم"، يقول محمد مستهجنا.
عقب انتهاء الهدم، توجه محمد إلى كومة الركام، ليجد ورقة وضعها ضابط الاحتلال قبل انسحابهم، تتضمن إخطار هدم بتاريخ الثلاثين من سبتمبر الماضي.
لم يبقِ الاحتلال شيئا لنجلي محمد المتزوجين حديثا، وشردهما وزوجتيهما، وكبدهما خسائر تقدر بـ80 ألف شيقلا، ولم تتلق الدعم لتعويض خسارتهم من أي جهة.
أكد محمد أنه سيقوم ببناء المساكن من جديد، وفي كل مرة سيهدم فيها الاحتلال منازل لهم، سيعيد بناءها دون كلل أو ملل.
. . .