الصحفي أحمد الصفدي.. تعرّض للضرب والسحل والاعتقال خلال تغطيته الأحداث في الأقصى
القدس المحتلة- القسطل: لم يكن يومًا عاديًا بالأمس (29 أيار)، خاصًة في باحات المسجد الأقصى وداخل أسوار البلدة القديمة، التي شهدت توترًا عقب اقتحام نحو ألفي مستوطن، وأدائهم صلوات ورقصات تلمودية تضمنها "السجود الملحمي"، ورفع أعلام الاحتلال، بحمايةٍ من القوات الخاصة.
وتزامنًا مع ذلك، اعتدت قوات الاحتلال على المرابطين والمرابطات، والطواقم الصحفية والطبية، بالضرب والدفع، واقتادت عددًا منهم إلى مراكز التحقيق، كما حاصرت المصلين داخل المصلى القبلي.
الصحفي المقدسي أحمد الصفدي كان يوثّق ما يجري في المسجد الأقصى من تدنيس واعتداءات، لكنه لم يسلم من وحشية الاحتلال، احتُجز، وضُرب وتم اعتقاله.
يروي الصحفي الصفدي التفاصيل لـ "القسطل"، ويقول: "يوم أمس، تم الاعتداء على الكل الفلسطيني سواءً الطواقم الصحفية والطبية، وكبار السن، والنساء، والأطفال".
ويُبيّن أنه كان ينقل الأحداث منذ الساعة السابعة والنصف صباحاً، في المسجد الأقصى، تحديداً قرب "باب السلسلة"، عندما رفع المستوطنون أعلام الاحتلال في محاولةٍ لاستفزاز المرابطين، الذين استمروا بترديد الهتافات والتكبيرات، ورفع الأعلام الفلسطينية.
ويضيف: "في حينها، اندلعت مواجهات عنيفة بين المرابطين وقوات الاحتلال؛ رفضًا لرفع المستوطنين أعلام الاحتلال داخل المسجد الأقصى المبارك، وتدنيسه".
تعرّض الصحفي الصفدي للضرب والسحل وتمزيق الملابس من قِبل قوات الاحتلال، ومن ثمّ نُقل إلى مركز شرطة "بيت إلياهو" في باب السلسلة، حيث تعرّض أيضًا للضرب والاعتداء، ثمّ تم نقله إلى مركز تحقيق "القشلة".
وأوضح في حديثه مع "القسطل" أنه نُقل إلى مستشفى "هداسا" عبر الإسعاف، نتيجًة للضرب المبرح والوحشي الذي تعرّض له أثناء اعتقاله.
وأكد أن "الاحتلال يُعرّض الأهالي والصحفيين إلى اعتداءات مُركبة، يتخللها الضرب والاعتقال، ويعتدي على الصحفيين الذين يوثقون هذه الانتهاكات، بدلًا من منع المستوطنين من رفع الأعلام في الأقصى.. هذا يدل على همجية الاحتلال".
يذكر أن يوم أمس شهد مواجهات عنيفة ومناوشات واعتداءات للمستوطنين وقوات الاحتلال، بدأت في المسجد الأقصى ثم في أزقة البلدة القديمة، وانتقلت إلى أبوابها الرئيسية، العامود والساهرة، ثم إلى شوارع العاصمة، وبلغت حصيلة الإصابات نحو 514، حيث احتفل المستوطنون في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من العاصمة المحتلة، وخرجوا في “مسيرة الأعلام” التهويدية في المدينة.
وخلال هذه الأحداث، ووسط الاعتداءات “الإسرائيلية” التي تخللها إطلاق للرصاص المطاطي والقنابل الغازية والصوتية والمياه العادمة وغاز الفلفل، على الفلسطينيين الذين دافعوا عن أنفسهم ونسائهم وأرضهم ورفعوا الأعلام الفلسطينية، تم اعتقال نحو 70 فلسطينياً، بينهم فتيات، بعد تعرّضهم للاعتداء والضرب.