في انتهاك صارخ.. 5234 مستوطناً يقتحمون المسجد الأقصى خلال أيار
القدس المحتلة- القسطل: وثّقت شبكة "القسطل" الإخبارية اقتحام آلاف المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، خلال شهر أيار/مايو 2022، في الوقت الذي ضيّقت فيه شرطة الاحتلال على المصلين والوافدين إليه، واعتدت عليهم بالضرب والرصاص والقنابل.
وأوضحت شبكة “القسطل” في تقريرها الشهري، أن عناصر من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة التابعة لها أمّنت الحماية لـ5234 مستوطناً اقتحموا الأقصى خلال شهر أيار، من بينهم طلاب معاهد دينية توراتية وضباط وجنود وموظفون في حكومة الاحتلال وأعضاء من برلمان الاحتلال "الكنيست".
وأشارت إلى أن المقتحمين أدوا صلواتهم وطقوسهم التلمودية في باحات الأقصى، وبالأخص عند المنطقة الشرقية قرب مصلى باب الرحمة، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية تخللها رقص وتصفيق وتدنيس غير مسبوق، حيث كانت تتم هذه الاقتحامات من ”باب المغاربة” الخاضع لسيطرة شرطة الاحتلال بشكل كامل، وحتى “باب السلسلة”.
وبيّنت "القسطل" أن أكبر عدد للاقتحامات سُجّل في التاسع والعشرين من شهر أيار، حيثُ اقتحم المسجد الأقصى 1687 مستوطناً، تزامناً مع احتفال المستوطنين في ذكرى احتلال الشطر الشرقي للقدس، أو ما يطلقون عليه "يوم توحيد القدس".
وخلال هذا اليوم، أدى المستوطنون صلواتهم وطقوسهم التلمودية التي تضمنها "سجود ملحمي" جماعي في الباحات، حيث يحدث هذا الأمر لأوّل مرة في تاريخ الأقصى، كما استفزّوا المرابطين والمرابطات من خلال رقصهم وغنائهم داخل المسجد، وقاموا برفع أعلام الاحتلال وسط حماية عناصر شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة.
اشتعلت ساحة المواجهة في الأقصى في هذا اليوم، واعتدت شرطة الاحتلال على المتواجدين في المسجد والمدافعين عنه، اعتقلت العشرات وزجّت بهم إمّا خارج الأبواب لإبعادهم عن الأقصى، أو في المعتقلات.
وقابل الشبّان والمرابطون ممن استطاعوا الثبات والبقاء في الباحات، برفع العلم الفلسطيني عالياً، وترديد الهتافات الوطنية والرافضة لانتهاكات الاحتلال في قدسهم وأقصاهم والتكبير في وجه الاحتلال والمستوطنين.
يلي هذا اليوم من حيث عدد المُقتحمين، الخامس من أيار، حيث اقتحم الأقصى نحو 792 مستوطناً، وذلك في أول يوم اقتحام بعد عيد الفطر مباشرةً. اعتُقل العشرات من الشبان وأُصيب آخرون بعدما شهدت الباحات توتّرًا في ظل حماية شرطة الاحتلال للمُقتحمين، واعتدائها على المرابطين.
لم يسبق أن اعتدت شرطة الاحتلال والمستوطنون على الأقصى كمثل الأيام التي مرّت خلال أيار، شرطة الاحتلال أبعدت عشرات الفلسطينيين من أهلنا في القدس والداخل المحتل عن المسجد، وسمحت للآلاف من المستوطنين بدخوله والصلاة في باحاته وعند أبوابه أيضاً. حاصرت المصلين في المصلى القبلي وأطلقت القنابل والرصاص داخله، كما اعتدت على النساء والرجال والكبار في السن الذين رابطوا في باحاته.
كانت قوات الشرطة تُغلق أبواب الأقصى في كل حدث تقول إنه “أمني”، فلا تسمح للمصلين بدخوله أو الخروج منه.
وخلال أيار، وبحسب توثيق “القسطل” فإن ثلاث ضابطات من شرطة الاحتلال اقتحمن مصلّى قبّة الصخرة برفقة عناصر وضباط شرطة وتجوّلن فيه.
كما قامت الشرطة بقطع أنابيب مياه الشرب عن مصلى باب الرحمة، بعدما وضع الشبّان خلال رمضان ثلاجات باردة تخدم المصلين.
قرارات الإبعاد..
أمّا عن قرارات الإبعاد، استبقت شرطة الاحتلال الأحداث التي ستجري خلال أيار، واعتقلت العشرات من الشبّان سواء من الداخل المحتل أو المسجد الأقصى.
تم التحقيق مع الفلسطينيين والفلسطينيات على عدّة تهم تضمنت “عرقلة عمل الشرطة” و”إثارة الشغب”، و”إثارة الفوضى داخل الأقصى”، وهي تهم رفضوها تمامًا، لكنّ شرطة الاحتلال سلّمتهم أوامر إبعاد إمّا لعدّة أيام أو عدّة شهور.
لكنّ أكثر أوامر الإبعاد تم إصدارها قبل يوم أو أيام من “يوم القدس”، كي تضمن شرطة الاحتلال اقتحاماً “آمناً” للمستوطنين.
فمن الفلسطينيين من أُبعد عن الأقصى، أو البلدة القديمة، أو مناطق محددة من العاصمة المحتلة، أو عن مدينة القدس.