"يحكمون عليه بالقتل البطيء".. عائلة الأسير مناصرة تعقد مؤتمراً حول آخر مستجدات قضيته
القدس المحتلة- القسطل: أكدت عائلة والطاقم القانوني للأسير المقدسي أحمد مناصرة، أنه لا زال يواجه ظروفاً صحية ونفسية صعبة وخطيرة في عزله الانفرادي منذ 7 أشهر على التوالي، في سجن “ايشل" في بئر السبع.
وطالبوا بالإفراج المبكر عنه بسبب انقضاء "ثلثي مُدّة الحكم"، وبسبب وضعه الصحي والنفسي، والمساس بطفولته بشكلٍ صارخ في سجون الاحتلال.
جاء ذلك خلال مؤتمرٍ صحفي عُقد اليوم الخميس، في منزل عائلة الأسير مناصرة في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة، للاطلاع على آخر مستجدات قضيته.
وقال المحامي خالد زبارقة، إن "التعذيب الذي تعرّض له الطفل مناصرة يُعتبر انتهاك صارخ حتى للقوانين "الإسرائيلية"، وبالرغم من أن "النيابة الإسرائيلية" وجهت له تهمة محاولة القتل وذلك من خلال طعن اثنين من اليهود، إلا أن محكمة الاحتلال قررت أنه لم يطعن بنفسه، ولكنها أدانته بهذه المخالفات بسبب مشاركته مع ابن عمه الذي استشهد في ذلك الحين؛ وهذا يعتبر انتهاك للمعايير القانونية التي تتعامل مع الأطفال".
وأكد زبارقة أن الطفل مناصرة تعرّض لانتكاسةٍ صحيةٍ كبيرة، وأُصيب بمرضٍ نفسي عُضال نتيجة ظروف اعتقاله القاسية، وبالرغم من عِلم سلطات السجون بوضعه النفسي إلا أنها امتنعت عن علاجه في الوقت المناسب وما زالت تتجاهل المعايير المهنية بذلك، واختارت أن تعزله عزلاً انفرادياً منذ سبعة أشهر على التوالي.
وأوضح أن سلطات السجون طلبت من المحكمة "المركزية" في بئر السبع تمديد العزل الانفرادي له لستة أشهرٍ أخرى، مؤكداً أن "هذا القرار في الظروف القاسية التي يعيشها الطفل أحمد، يعني الحكم عليه بالموت البطيء".
وقال إن: "الطفل مناصرة قضى في السجون الإسرائيلية أكثر من ست سنوات، وهو كالغريق يحاول بكل ما أوتي من قوة الخروج إلى بر الأمان، لقد خارت قواه الطفولية وهناك خوف حقيقي على سلامته".
وأشار إلى أنه تم تحديد جلسة أمام اللجنة الخاصة في التاسع عشر من حزيران الجاري، في محكمة "الصلح" في الرملة، للنظر في ملف الإفراج المبكر عن الأسير مناصرة.
وشدد زبارقة خلال المؤتمر، على أن "التعامل مع ملف الأسير مناصرة منذ بدايته وحتى نهايته، يُجسد التمييز العنصري الذي يمارسه الجهاز القضائي بين اليهود والعرب، والذي يستند على الكراهية والعنصرية وشرعنة سياسة القمع بحق العرب".
وطالب المحامي زبارقة بزيارةٍ مُستعجلة من لجنة دولية للاطلاع على وضعه النفسي، والقيام بتقديم العلاج المناسب له، كما طالب بتحويله من العزل إلى القسم العام مع بناء حاضنة اجتماعية له للتخفيف من آثار المرض النفسي حتى يتم الإفراج عنه.
عن الأسير مناصرة..
اعتُقل على يد قوات الاحتلال في القدس، وكان يبلغ من العمر (13 عاماً)، وفي حينه أطلق جنود الاحتلال النار عليه وعلى ابن عمه حسن الذي استشهد يوم اعتقاله.
شكّلت قضية الأسير مناصرة في حينه، قضية عالمية بعد أن نشرت مقاطع وصور له لحظة اعتقاله وهو ملقى على الأرض ومصاب، ويحاول جنود الاحتلال تثبيته والتنكيل به، إلى جانب قيام مستوطن بشتمه وهو مضرج بالدماء.
واستمر الاحتلال في عمليات التنكيل بحقه خلال التحقيق معه، واحتجازه في ظروف قاسية في مؤسسة للأحداث لمدة عامين، حيث جرى نقله لاحقاً بعد أن تجاوز عمر الـ(14عاماً)، إلى سجن "مجدو"، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن مدة 12 عاماً، جرى تخفيضها لاحقاً ليصبح حُكمه تسع سنوات ونصف، وفرض عليه غرامة مالية بقيمة 180 ألف شيقل.