"ربيحة الرجبي".. عروسٌ مقدسيّة زُفّت من بين الركام
القدس المحتلة- القسطل: كانت تحلم مثلها مثل أي فتاة بأن تُزفّ من منزل والدها في بلدة سلوان، وسط الزغاريد والأغاني، لكن آليات الاحتلال نهشت المبنى بأنيابها، وبقِيَ جهازها أسفل الركام، في العاشر من مايو الماضي، لتبقى في قلبها غصّةً لن تنساها مهما مرّت عليها السنين.
اليوم، زُفّت المقدسيّة ربيحة الرجبي عروساً من بين الركام، فهكذا الحال في المدينة المقدّسة، صمودٌ وقوّة، وأفراحٌ رغم الجراح والمنغصات التي لا يكفّ الاحتلال عن فرضها على الأهالي.
احتفل أبناء عائلة الرجبي بزفاف ابنتهم الوحيدة، لبسوا أجمل ما لديهم، ورفعوا الأعلام الفلسطينية ورددوا الأهازيج الوطنية مُعلنين أن آليات الاحتلال لن تقضي على صبرهم ولن تُنهي حبهم لقُدسهم، حتى لو افترشوا أرضها والتحفوا سماءها دون مأوى.
"سأخرج من هنا من بين الركام، رغماً عن الاحتلال وعن هدم منزلي.. اليوم، فرحتي بقيت كما هي، وهذا تحدٍ كبير للاحتلال"، بهذه الكلمات وصفت العروس المقدسيّة الرجبي شعورها لـ "القسطل".
"فرحٌ رغم الألم"..
أما والدتها "أم فارس" الرجبي، قالت لـ "القسطل": "شعورٌ قاسٍ أن تخرج ابنتي الوحيدة من منزل عائلتها وهو ركام.. لكن نقول للاحتلال إننا سعيدون رغم الألم والهدم والتشرّد".
وبيّنت أن ابنتها الوحيدة "ربيحة" كانت تذهب يومياً بعد منتصف الليل إلى ركام غرفتها، وتبكي بحرقةٍ، وتقول لها: "يمّا، كان نفسي أطلع من بيتي.. بس هيها الدار راحت.. ورغم هيك أنا بدي أطلع منها".
"أم فارس" مقدسيةٌ لا تعرف سوى القوّة والصبر، وهكذا هم أبناؤها وعائلتها جميعاً، وأكدت على ذلك بقولها: "الحمد لله دائماً.. صامدون هنا بحماية رب العالمين".
أما شقيقها صهيب، قال لـ "القسطل": "شعور أن تُزفّ شقيقتي الوحيدة من منزلنا وهو ركام، صعبٌ جداً، وفرحةٌ ممزوجة بالحزن.. هُدم منزلنا والمكان الذي شعرت فيه شقيقتي بالأمان".
وأضاف: "الاحتلال أبى أن تخرج من هنا بأمانٍ وطمأنينة، وهدم المنزل قبل أسابيعٍ قليلة من حفل زفافها؛ لكن اليوم ستُزفّ شقيقتي الوحيدة من هنا من بين الركام مرفوعة الرأس".
زُفّت "ربيحة" مرفوعة الرأس كما أرادت عائلتها، زُفّت بفرحةٍ منقوصة وتحدٍ كبير للاحتلال الذي ظن أنه سيحطم صمود العائلة مع جدران المنزل، لكن ذلك لن يحصل، فعائلة الرجبي لا تعرف سوى الثبات وحب البلاد.
تغطية صحفية : "جانب من استقبال ابنة عائلة الرجبي والتي تزفها عائلتها عروساً من أمام ركام منزلهم في بلدة سلوان"
Posted by القسطل الاخباري on Saturday, June 11, 2022
تغطية صحفية : "أنا طالعة من أمام ركام بيت أهلي وهاد تحـ.ـ ـدي للاحتلال ورح أكمل" .. ربيحة الرجبي من حفل زفافها أمام ركام منزل عائلتها بسلوان"
Posted by القسطل الاخباري on Saturday, June 11, 2022