"الأسير المثقف".. المقدسي زكريا البكري يتنسم الحريّة
القدس المحتلة- القسطل: أفرجت سلطات الاحتلال اليوم الأحد، عن الأسير المقدسي زكريا مروان البكري من سجن "النقب" الصحراوي، بعد أن أمضى مدة محكوميته.
البكري (21 عاماً) أحد الشبّان المقدسيين الذين يسكنون البلدة القديمة في القدس المحتلة، وبالتحديد في شارع الواد. اعتُقل في الرابع من شهر كانون ثاني من العام الماضي 2021، وقضت محكمة الاحتلال “المركزية” بسجنه لمدة عشرين شهراً.
اعتُقل عندما كان في منزل أحد أصدقائه بعدما اقتحمت عناصر الاحتلال المكان بشكلٍ همجي واعتقلته ورفاقه، واتهمته محاكم الاحتلال برشق الحجارة والزجاجات الحارقة على عناصر الشرطة، وفقاً لما أوضحه شقيقه في حديثٍ سابق مع "القسطل".
لم يستطع البكري إكمال تعليمه قبل اعتقاله، فالاحتلال كان له دور في ذلك، من خلال عمليات الاعتقال التي لاحقته منذ أن كان طفلاً لم يتجاوز الـ 15 عاماً.
قضى نحو أربعين يوماً في زنازين الاحتلال بعد اعتقاله العام الماضي، ولم تستطع والدته خلالها معرفة أي شيء عنه، وكان اللقاء الأول بينهما بعد هذه المدة عبر الشاشة خلال جلسات محاكمته، بسبب إجراءات “كورونا”، كما أوضحت لـ "القسطل".
وتابعت: “لم يكن الأمر عادياً في أول زيارة له في السجن، لا أريد أن أُظهر له ضعفي أو بكائي، بل على العكس، لمجرّد أنه يطلّ علي من خلف الزجاج باسماً ضاحكاً كان يمدني بالقوة، ثم نتحدّث عنه وعن العائلة خلال هذه الدقائق المعدودة”.
زكريا أسيرٌ مثقف، أصدر كتابين منذ أن دخل السجن، الأول "من أيام الذكريات في سجون الاحتلال" والثاني "سر حكاية القدس".
كتب عنه المحامي حسن العيادي أنه: "طوّر لغته وأسلوبه ويعمل ليل نهار على كتابة رواية من وحي الأسر والمعاناة، من وحي تجربته وتجارب زملاء الأسر وحكاياتهم، تجارب مئات سنين الأسر، بحلوها ومرّها".
وقال: "قرّر زكريا أن يتغلّب على السجن والسجان، قرّر أن لا ينكسر؛ قرّر أن يحوّل السجن من دائرة قهر مستمر إلى دائرة إنجاز وتعليم مستمر ليروي حكاية القدس الحقيقيّة".