مـي عفــانة .. عامٌ على ارتقائها والأرضُ تنتظر أن تُدثّرها

مـي عفــانة .. عامٌ على ارتقائها والأرضُ تنتظر أن تُدثّرها
مي عفانة ووالدتها وسلاف

القدس المحتلة - القسطل: “يرحلون ونبقى والأرض لنا ستبقى .. ها نحن اليوم أقوى .. أقوى في كل الملاحم.. بيتي هنا.. أرضي هنا..البحر السهل النهر لنا.. “.. تُغنّى سُلاف هذه الأغنية ولسان حالها يقول "إنهم راحلون لا محالة، وستعود أمّي لنا، ستعود .. جسدًا باردًا مخضّبًا بالدّماء، ينتظرها دفء الأرض وأرواحنا التي ما زالت تنتظر".

في الـ16 من حزيران من العام الماضي 2021، ارتقت الشهيدة مي عفانة برصاص الاحتلال بعدما ادّعى جنود الاحتلال محاولتها تنفيذ عملية طعن ودهس بمركبتها، قرب حاجز حزما شمالي شرق القدس المحتلة. وزعمت مصادر الاحتلال في حينها وجود إصابة لأحد العناصر في المكان.

منذ ذلك الوقت، احتجز الاحتلال جثمان الشهيدة عفانة ولم يسمح لذويها برؤيتها، واستمرّت العائلة في المطالبة بتسليم جثمانها. عفانة زوجة وأم لطفلة “سُلاف” وهي من بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة.

اليوم، مرّ عام على ذكرى استشهادها، وأثناء لقاء “القسطل” بابنتها “سلاف” لم تقل شيئًا، بل غنّت: “الحق سلاحي..”. تلك الصغيرة تعيش عند جدّتها (والدة مي)،

تقول والدة الشهيدة عفانة إن الاحتلال أبلغ العائلة بعد شهرين من استشهادها أنه لن يسلّم جثمانها، وتضيف: “نطالب بجثمان ابنتنا.. لا يُعقل أن تبقى عند الاحتلال”.

وعن ابنتها قالت: “مي كانت تعنيلي كل شيء، بنتي وصديقتي، هي الداعم النفسي إلي ولكل العيلة”.

وتضيف: “كانت مي تحلم بأن تفتح لي محلًا، وأن نعمل معًا، وأن نُسافر معًا، كانت تحلم بأشياء كثيرة، لكنها رحلت.. رحلت وأنا لم يكن لدي أي علم بما كانت تُخطّط.. علمتُ بذلك بعدما استُشهدت..”.

رحلت مي وافتتحت والدتها محلًا للخياطة في بلدتهم، أسمته على اسم حفيدتها “بوتيك سلاف”.

كبُرت تلك الصغيرة "سلاف" وما زالت تحلم في احتضان جسد والدتها للمرّة الأخيرة، بعد كلّ هذا البُعد الذي أذاقها إياه الاحتلال وهي بعمر الورد بدلًا من أن تعيش طفولتها بأمان مع والدتها التي رحلت وتركت ذكرى أليمة. 

جثمان الشهيدة مي عفانة ما زال محتجزًا إضافة إلى 17 جثمانًا لشهداء آخرين من القدس المحتلة، ارتقوا منذ عام 1968، لا تكفّ عائلاتهم عن المطالبة باسترداد جثامينهم.

 

. . .
رابط مختصر