التوأم فادي وأمينة أبو غنام .. طالبا الثانوية العامة اللذان فرّقهما الاعتقال

التوأم فادي وأمينة أبو غنام .. طالبا الثانوية العامة اللذان فرّقهما الاعتقال
فادي..

القدس المحتلة - القسطل: جسدان بروحٍ واحدة، متعلّقان ببعضهما البعض، كانا يخططان معًا لحياتهما، في الدّراسة وما بعدها، في كلّ أمور حياتهما، إن أصاب أحدهما ضرّ، شعر الآخر بالوجع وكأنه هو، وما أوجع تلك الرّوح عندما يتفرّق الجسدين، بسبب الاحتلال، جسدٌ حُرّ وآخر في السجون.

فادي وإيمان أبو غنام، توأمان، لم تُفرّقهما الحياة عن بعضهما البعض يومًا، لكنّ الاحتلال فعل، حيث اعتقل فادي ثلاث مرات. في كلّ مرّة يتم التحقيق معه لساعات، وبعدما يُفرج الاحتلال عنه، لكنّ آخر مرّة لم تكن كسابقاتها، ففادي لم يعد للبيت، واستمرّ احتجازه في سجون الاحتلال حتى اليوم، وحُرم من التقدّم لامتحانات الثانوية العامّة “التوجيهي” لهذا العام.

تقول والدته عبير أبو غنام لـ”القسطل”: “توقّعت كما كلّ مرّة، أن يعود فادي، مجرّد تحقيق وسينتهي، للأسف، مرّ اليوم الأول والثاني والثالث، وها هي الشهور تمرّ، وابني لم يعد للمنزل”.

وتضيف أن قوات الاحتلال اعتقلت نجلها آخر مرّة من أمام مدرسته في 20 من شهر كانون الثاني 2022، لم يكن هناك أي مشاكل سواء في بلدتنا الطور (شرق القدس) ولا حتى في المدينة نفسها، معتقدة بأن الأمر سيمرّ كما العادة.

اعتُقل فادي أول مرّة عندما كان في الـ16 من عمره، وتحديدًا مع بداية العام الماضي 2021. في حينها كانت قد اندلعت مواجهات في الطور، وتم اعتقاله على إثرها رغم أن والدته قالت إنه لم يخرج من المنزل نهائيًا، وكان يتناول طعامه مع العائلة.

مكث ثلاثة أيام في السجون ثم أُفرج عنه، وبدا على جسده آثار الضّرب والتنكيل من قبل عناصر الاحتلال، بحسب ما روته لنا والدته.

وأضافت: “أمّا الاعتقال الثاني، فكان خلال شهر حزيران من العام الماضي أيضًا، اعتُقل من أمام مشفى المقاصد، واقتاده عناصر الاحتلال إلى مستوطنة مُقامة على أراضي بلدة الطور، ثم أوسعوه ضربًا، وبعدها نقلوه لمركز الشرطة في شارع صلاح الدين، وأطلقوا سراحه”.

اعتقاله الأخير .. 

تقول والدة فادي لـ”القسطل”: “في كل تمديد يمرّ على فادي، أشعر بأن روحي ستخرج من جسدي، لم يتعرّض أي أحد من أفراد العائلة لاعتقال سابق، فقط فادي، تعرّض خلال عام لثلاثة اعتقالات زورًا”.

وتضيف أن اعتقال فادي أثّر بشكل كبير على شقيقته التوأم “أمينة” التي كانت تخطط مع شقيقها للدّراسة والامتحانات والنجاح في “التوجيهي”، لكنّ الاحتلال حرمهما أن يعيشا هذه اللحظات، وبدلًا من أن تعيش العائلة أجواء سعيدة فيها توّتر يعقبه نجاح، تعيش اليوم أصعب الظروف في ظل محاولات الاحتلال تلفيق التهم لـ”فادي” والتي تتضمن رشق الحجارة والاعتداء على مركبات مستوطنين وغيرها من التهم. 

يحتجز الاحتلال فادي في سجن الدامون، وتم رفض عرض المحامي بالإفراج عنه شرط الحبس المنزلي. تقول والدته: “طلبنا أن يتم الإفراج عنه مقابل الإقامة الجبرية في بيتنا، لكن للأسف تم رفض الطلب، حيث أرادوا أن يُبعدوه عن الطور والقدس أيضًا، على أن نستأجر منزلًا له في غرب العاصمة، وهذا أمر صعب، فأنا لدي عائلة وأبناء”.

فادي في السجن .. 

يعيش “فادي” حياته في السجن مع أقرانه، يدرسون للثانوية العامة، يقولون عنه إنه اجتماعي ومحبوب للجميع، يُساعد الآخرين، ولا يقبل أن يرى شبلًا يشعر بالضيق أو الحزن ولا يكون بجانبه.

اليوم يبلغ فادي من العمر 17 عامًا ونصف، حُرم من التقدّم لامتحانات الثانوية العامة مع طلاب صفّه، لكنّه يأمل بأن يقدّمها وأن يُكمل تعليمه، وأن يحصل على شهادة “شيف” كما كان يحلم، أو لربّما يتغيّر ميوله وهو داخل قلاع الأسر ويدرس في مجال آخر.

. . .
رابط مختصر