والدة الأسير فادي عليان: "هدم بيتنا أهون علي من حبسة فادي"
القدس المحتلة - القسطل: لم يكن سهلًا على عائلته أن تسمع بخبر الحكم عليه بالسجن مدة ثلاث سنوات، سيُغيّبه السجن عن أمه وأبيه وزوجته وأطفاله الذين لا يمرّ يوم واحد، حتى يسأل كل واحد فيهم عن والدهم الأسير حارس المسجد الأقصى فادي عليان.
تقول والدته وهي تبكي بشدّة: “تفاجأنا في الحكم، توقّعنا أن يقضوا بحبسه مدّة عشرة شهور، لكنهم حكموا عليه بالسجن مدة 3 سنوات.. لا يُريدونه أن يعيش كغيره .. ولا يتركونه وحده”.
وتضيف لـ"القسطل": “كلنا متعودين عليه، احنا مش عارفين نعيش بدونه، كنا ساكنين مع بعض، ليل نهار عندي، ما يغيب عني إلّا لما يطلع عالشغل”. تسكت “أم فادي” قليلًا، تبكي، وتستذكر نجلها الذي يفتقده الجميع.
بعدما اعتقل الاحتلال عليان نهاية العام الماضي، توّلت زوجة مسؤوليات كبيرة، فلديهما أربعة أطفال، يحتاجون لرعاية واهتمام، لكنّ السّجن سيحرمهم من والدهم مدّة 3 سنوات، لن يشاركهم أعياد ميلادهم، ولا عيد الأضحى الشهر القادم، سيفتقدونه كثيرًا.
يقول أحد أبنائه لـ”القسطل: “مشتاق لأبوي كتير.. كنا نروح مع بعض نشتري ألعاب.. ياخدنا على السباحة.. ان شاء الله أبوي يطلع من السجن”.
هدم الاحتلال العام الماضي، المبنى الذي يضمّ عائلة عليان، شقق يسكنها أشقاء فادي ووالده ووالدته. تقول والدته: “والله العظيم إنه هدم البيت أهون علينا من سجنة فادي..”.
وأضافت والدته: “انهدت الدار، الله يهدهم اليهود، مش تاركينّا في حالنا، فادي بدّو يعيش متله متل غيره، هو شو بسوي بروح عالشغل وبرجع، عندو عيلة وأولاد ومسؤوليات.. حسبي الله ونعم الوكيل فيهم اليهود”.
اعتُقل عليان في 21 كانون أول/ ديسمبر من العام الماضي 2021، أثناء ممارسة عمله في المسجد الأقصى، وأعقب اعتقاله، اقتحام قوات الاحتلال لمنزله في العيساوية، وتفتيشه والعبث بمحتوياته وتخريبه.
عليان أسير محرّر قضى فترات في سجون الاحلال، وتعرض لعدة اعتقالات واستدعاءات للتحقيق على يد الشرطة ومخابرات الاحتلال، وأُبعد عن المسجد الأقصى ومكان عمله، والبلدة القديمة، وبلده العيساوية، والقدس أيضًا، مرات عديدة.
وفي فبراير من العام الماضي 2021، هدمت قوات الاحتلال مبنى عائلة عليان، في العيساوية، والذي كان يحوي أربع شقق سكنية له ولذويه.