الأسير المقدسي عمر الشريف.. حريّةٌ مؤجلة منذ عشرين عاماً

القدس المحتلة- القسطل: يُحدق في صور شقيقه الأكبر "عمر" المُعلّقة على جدران الغرفة، ويسترجع بذاكرته كيف اعتُقل وهو شاب عشريني، قبل شهرٍ واحدٍ فقط من تخرجه من تخصص هندسة الحاسوب، ويردد بنبرةٍ حزينة: "لا زال حتى اليوم يسألنا عن الإلكترونيات وأخبار التطور التكنولوجي". 

الأسير المقدسي عمر صالح الشريف (40 عاماَ)، اعتُقل في التاسع عشر من حزيران 2003، وحكمت عليه محكمة الاحتلال بالسجن مدى الحياة (18 مرة)، بعدما اتهمته بـ"الانتماء لـ (كتائب عز الدين القسام) والمشاركة في عملها العسكري". 

عشرون عاماً لم تجتمع عائلة الأسير الشريف مع نجلها، وفي كل مناسبةٍ يبكونه ويفتقدون وجوده بجانبهم، عشرون عاماً ولا زال يتمنى أن يعود لأحضان عائلته ويستنشق رائحة والدته دون زجاج السجن. 

وعن هذه السنوات، يقول شقيقه سامر الشريف لـ "القسطل" إن "سجون الاحتلال غيّبت عمر عنّا منذ عام 2003، لم يكن معنا في الكثير من اللحظات المهمة مثل وفاة والدي وزفاف شقيقي.. يحلم دائماً بأن يعانق الحريّة وأن يكون بيننا كعائلة". 

وقبل عدّة سنوات، تُوفي والده "الحاج صالح" الذي كان ينتظر تحرّره لحظةً بلحظة، وحرمه الاحتلال من وداعه وتشييع جثمانه، لتبقَ غصّةً في قلبه مهما مرّت السنين. 

ويتابع بحرقة: "خبر وفاة والدي كان صادماً وصعباً جداً على عمر، حاولنا كثيراً أن يسمحوا له بزيارة والدي في أيامه الأخيرة في المستشفى، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت ذلك". 

الشريف مقدسيٌ لا يعرف سوى الصبر، القوّة والصمود، فهو يعشق وطنه وعائلته، ويضحي من أجلهم، ويهتم في شؤونهم بأدق تفاصيلها حتى وهو أسير. 

وأضاف شقيقه لـ "القسطل": "عمر صابرٌ ومؤمن؛ فالمحنة التي هو فيها والحياة التي يعيشها علمته الصبر والتوقع لمثل هذه الأحداث والإيمان بالله.. عمر معطاء، ويُحب الخير للناس كما يُحب الوطن". 

يُعتبر الشريف من الأسرى الفاعلين داخل السجون، ويتمتع بعلاقاتٍ وطيدة مع كافة الأسرى، وقد تعرّض للعقاب أكثر من مرة على خلفية مواقفه، تنقل في عدّة سجون وهو محتجز في سجن "نفحة" الصحراوي.

رابط مختصر