28 حزيران.. جلسة جديدة للنظر في ملف الأسير المقدسي أحمد مناصرة

28 حزيران.. جلسة جديدة للنظر في ملف الأسير المقدسي أحمد مناصرة
الأسير أحمد مناصرة

القدس المحتلة- القسطل: من المقرّر أن تُعقد جلسة للأسير المقدسي أحمد مناصرة في الثامن والعشرين من حزيران الجاري، وذلك أمام "لجنة الإفراجات المبكرة" للنظر في طلب الإفراج عنه بسبب تدهور حالته الصحية. 

وستُعقد الجلسة في سجن "ايالون" في الرملة، في تمام الساعة الواحدة والنصف.

وأكد المحامي خالد زبارقة في تصريحٍ له، أن تعيين جلسة جديدة للأسير مناصرة جاء بناءً على الطلب المستعجل الذي قدمه طاقم الدفاع، وفيه طلب الإفراج الفوري عنه، وذلك على ضوء نقله إلى سجن "الرملة" نتيجة لخطورة وضعه الصحيّ والنفسيّ.

ويوم أمس (22 حزيران)، قضت لجنة الإفراج التابعة للاحتلال بتصنيف ملف الأسير مناصرة ضمن ملف "الإرهاب" حسب تعريف قانون مكافحة الإرهاب "الإسرائيلي".  

وأكد طاقم الدفاع عن الأسير أن هذا القرار خاطئ من الناحية القانونية والدستورية، وهو انتهاك واضح للأسس القانونية والدستورية للمنظومة القانونية المحلية والدولية وخاصةً المنظومة القانونية التي تتعلق بالأطفال القاصرين. 

وكان طاقم الدّفاع قد أكد خلال مؤتمر صحفي الأحد، أن الاحتلال يتعامل مع ملفات الفلسطينيين بعنصرية. 

ولفت إلى التمييز والقوانين العنصرية وعدم المساواة في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين، وأن تلك المحاكم تكشف الوجه القبيح لسياسات الاحتلال العنصرية.  

وقال صالح مناصرة، والد الأسير “أحمد”: “إن نجله لم يحضر للجلسة اليوم بسبب وضعه السيء، فهو محتجز في عيادة سجن الرملة، وكلّ يوم يمكث فيها، يزداد وضعه سوءًا”. 

وطالب مناصرة الاحتلال بالإفراج الفوري عن نجله الذي قضى أكثر من سبع سنوات في سجون الاحتلال بظروف صعبة. 

آخر زيارة لأحمد ..  
كان المحامي خالد زبارقة قد أكد خلال زيارته الأسير مناصرة في الـ16 من شهر حزيران الجاري، وجود آثار جراح على طول ذراعه اليسرى حتى الرسغ، وأيضاً آثار جراح على ذراعه اليمنى.  

في هذا اللقاء لم يتواصل أحمد بصرياً أو كلامياً مع المحامي زبارقة، وبدا ظاهراً عليه ملامح المرض والإنهاك العام.  

وحسب استشارة الطاقم النفسي الذي يتابع قضيته مع طاقم الدفاع، فإن هذا الوضع مقلق جداً، وهناك خطورة جدية وحقيقية على صحة وسلامة مناصرة النفسية والعامة إذا استمر مكوثه في سجون الاحتلال. 
 
على ضوء ذلك، قام طاقم الدفاع بتقديم طلب مستعجل لسلطة السجون "الاسرائيلية" للإفراج عن الأسير مناصرة، بشكل فوري بسبب التدهور الحاصل على وضعه النفسي والصحي الذي آل به.  

وحمّل طاقم الدفاع سلطات الاحتلال مسؤولية التدهور في حالته النفسية بشكل خاص والصحية بشكل عام؛ كونها تعاملت مع وضعه بتجاهل مستمر لظروفه النفسية والصحية الصعبة التي يعاني منها مناصرة، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى انتكاسة نفسية خطيرة.  

الأسير أحمد مناصرة ..  
ولد الأسير أحمد مناصرة في تاريخ 22 كانون الثاني/ يناير 2002 في القدس، وهو واحد من بين عائلة تتكون من عشرة أفراد، له شقيقان وهو أكبر الذكور في عائلته، بالإضافة إلى خمس شقيقات. 

قبل اعتقاله عام 2015 كان طالبًا في مدرسة الجيل الجديد في القدس، في الصف الثامن، وكان يبلغ من العمر في حينه 13 عامًا. 

قصة أحمد لم تبدأ منذ لحظة الاعتقال فقط، فهو كالمئات من أطفال القدس الذين يواجهون عنف الاحتلال اليوميّ، بما فيه من عمليات اعتقال كثيفة ومتكررة، حيث تشهد القدس أعلى نسبة في عمليات الاعتقال بين صفوف الأطفال والقاصرين. 

في عام 2015، ومع بداية "الهبة الشعبية" تصاعدت عمليات الاعتقال بحقّ الأطفال تحديدًا في القدس، ورافق ذلك عمليات تنكيل وتعذيب ممنهجة، وكان أحمد جزءًا من مئات الأطفال في القدس الذين يواجهون ذات المصير. 

في تاريخ 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، تعرض أحمد وابن عمه حسن الذي استشهد في ذلك اليوم بعد إطلاق النار عليه وأحمد، لعملية تنكيل وحشية من قبل المستوطنين، وفي حينه نشرت فيديوهات لمشاهد قاسية له كان ملقى على الأرض ويصرخ وهو ومصاب، ويحاول جنود الاحتلال تثبيته على الأرض والتنكيل به، وتحولت قضيته إلى قضية عالمية. 

وشكّل هذا اليوم نقطة تحول في حياة أحمد، بعد اعتقاله وتعرضه لتحقيق وتعذيب جسديّ ونفسيّ حتّى خلال تلقيه العلاج في المستشفى، ونتيجة ذلك أصيب بكسر في الجمجمة، وأعراض صحية خطيرة. 

لاحًقا، أصدرت محكمة الاحتلال بعد عدة جلسات حُكمًا بالسّجن الفعلي بحقّ أحمد لمدة 12 عامًا وتعويض بقيمة 180 ألف شيقل، جرى تخفيض الحكم لمدة تسع سنوات ونصف عام 2017. 

قبل نقله إلى السجون احتجزته سلطات الاحتلال لمدة عامين في مؤسسة خاصّة بالأحداث في ظروف صعبة وقاسية، ولاحقًا نقل إلى سجن "مجدو" بعد أن تجاوز عمر الـ14 عامًا. 

اليوم أحمد يواجه ظروفًا صحية ونفسية صعبة وخطيرة في سجن "الرملة" الذي نقل إليه مؤخرًا من عزل سجن "بئر السبع". 

. . .
رابط مختصر