"استفزاز وغطرسة".. دعواتٌ لمقاطعة احتفال السفارة الأمريكية في القدس في ذكرى استقلال أمريكا
القدس المحتلة- القسطل: دعت السفارة الأمريكية في القدس بعض الشخصيات الفلسطينية لحضور احتفال ذكرى استقلال أمريكا، في الثلاثين من حزيران/يونيو الجاري، وفي المقابل أُطلقت دعوات لمقاطعة هذا الاحتفال والتأكيد على خطورته.
وأصدرت هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس بياناً أكدت فيه أن "اختيار مكان الاحتفال في فندق "النوتردام" الواقع ضمن المناطق المحايدة في القانون الدولي، يُمثل المزيد من إنكار الإدارة الأمريكية لحقوق شعبنا الفلسطيني، وانصياع وخضوع لرغبات دولة الاحتلال".
وتابعت: "ندعو المدعوين إلى المقاطعة الشاملة لهذا الاحتفال، الذي يُعبر عن الاستخفاف بشعبنا وحقوقه، ويُؤكد على أن الإدارة الأمريكية لا تتعامل معنا كشعب له قضية وحقوق وطنية وسياسية، وأن القدس ليست مدينة محتلة وفق القانون الدولي".
من جهته، أكد الباحث في شؤون القدس مازن الجعبري لـ "القسطل" على خطورة هذه الدعوات للشخصيات الفلسطينية؛ لأنها تأتي من دولة أمريكا التي تدعم الاحتلال "الإسرائيلي" بشكلٍ غير محدود، وتُنكر حقوق الشعب الفلسطيني، كما تدعم إنكار "إسرائيل" للحقوق الفلسطينية الشرعية التي يعترف فيها كل العالم وتُقر فيها كافة القوانين الدولية.
وشدد على أن "ذلك يُعتبر استفزاز وغطرسة من الدولة التي تُعادي حقوق الشعب الفلسطيني من خلال دعمها المالي والأمني لاستمرار الاحتلال، وهي شريكة فيما يتعرّض له الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعين عاماً".
وقال إن "هناك مسؤولية على الفلسطينيين الذين يتلقون دعوات للمشاركة في مثل هذه الاحتفالات في القدس، خاصةً من قبل السفارة الأمريكية والقنصلية البريطانية؛ فالمشاركة هي تساوق ووقوف على خطٍ واحدٍ مع أمريكا وبريطانيا بكل ما تسببتا به من مآسي ونكبات بحق شعبنا الفلسطيني، وإصرارهما حتى اللحظة على دعم دولة الاحتلال".
ومن هذا المنطلق، دعا الجعبري كافة الشخصيات الفلسطينية لمقاطعة هذا الاحتفال، لافتاً إلى أن الهدف من هذه الدعوات هو "التطبيع مع الاحتلال حيثُ أن الاحتفال يجري في مدينة محتلة، وأيضاً محاولة لإظهار أن العلاقات طبيعية مع الفلسطينيين، متغاضية عن موقفها المعادي للشعب الفلسطيني".
وأكد الجعبري في حديثه مع "القسطل" على أن هذا ضعفٌ سياسي خطير في ظل تعميق سياسات الاحتلال والاستيطان والقتل ضد الفلسطينيين، وكل ما يجري في مدينة القدس.
ويأتي هذا الاحتفال عقب مرور شهرٍ واحدٍ على الأحداث التي شهدتها المدينة المقدّسة في رمضان، حيثُ اندلعت مواجهات عنيفة في المسجد الأقصى المبارك، إضافةً إلى الاعتداءات التي شنّتها قوات الاحتلال خلال "مسيرة الأعلام" الاستفزازية.