الأسير المقدسي سمير إبراهيم أبو نعمة.. رحلة عذاب في السجن ومرارة فقد الأهل بالموت

الأسير المقدسي سمير إبراهيم أبو نعمة.. رحلة عذاب في السجن ومرارة فقد الأهل بالموت
الأسير سمير أبو نعمة

القدس المحتلة- القسطلتعود أصول الأسير المقدسي سمير أبو نعمة إلى بلدة بتير من قرى الريف الغربي لمحافظة بيت لحم، لكنه ومنذ عام 1970 وحتى يوم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال بتاريخ 20/10/1986 كان يسكن بلدة أبو ديس شرق القدس، وأنهى دراسته الثانوية من مدرسة الأقباط في البلدة القديمة من مدينة القدس ثم انتقل إلى الأردن حيث حصل على دبلوم إدارة الفنادق ومن ثم عمل في العديد من الفنادق بمدينتي عمان والعقبة ليعود بعدها إلى فلسطين للعمل بفنادق القدس.

جرى اعتقال أبو نعمة من قلب شارع صلاح الدين في القدس المحتلة، وتم نقله إلى معتقل المسكوبية حيث تعرض لتحقيق قاس، وقد وجه له الاحتلال تهمة تفجير باص رقم 18 مقابل المحطة المركزية في شارع يافا في عام 1983، مما تسبب بقتل ستة مستوطنين وجرح عدد كبير منهم، وتزويد منفذي عملية باب المغاربة بالسلاح في العام 1986، والتي قُتل فيها جندي إسرائيلي وجرح 69 من جنود وضباط لواء "جيفعاتي"، وحكمت عليه المحكمة العسكرية بمدينة اللد بالسجن مدى الحياة.

وقد تحرر جميع أبناء مجموعته ضمن صفقة وفاء الأحرار قبل 11 سنة (طارق وعبد الناصر حليسي، إبراهيم عليان وحازم عسيلة)، وقد حرمه الاحتلال من التحرر في صفقات التبادل عدة مرات، وكان من بين الأسرى المدرجين ضمن الدفعة الرابعة للإفراجات التي تراجع عنها الاحتلال. وقد تنقل في كافة السجون ويقبع حاليا في سجن رامون الصحراوي منذ بداية عام 2022م.

يقول شقيقه وائل أبو نعمة في حديث لـ" القسطل" إنه عندما اعتقل سمير كان في ريعان شبابه أعزباً يعيش مع والدته وشقيقته وشقيقه الأصغر. وهو الشقيق رقم ستة (6) من بين ستة أشقاء ذكور وشقيقتين تعيش الصغرى منهما في دولة الكويت، وكان شقيقه وائل الذي يصغره بعام معتقلاً داخل سجون الاحتلال منذ العام 1984 حيث كان يقضي حكماً بالسجن مدة عامين ونصف. وباعتقال سمير ازدادت معاناة أسرته وساءت أحوالهم وتدهورت صحة الوالدة بشكل كبير خاصة بعد هدم منزلهم بعد بضعة أشهر من اعتقاله، وزادت مشقة زيارته بالسجن هو وشقيقه وائل، حيث كل واحد منهما معتقل في سجن منفصلين عن بعض، ولم تعد الأم تقوى على تحمل عناء وتعب الزيارة فتدهورت صحتها بشكل كبير لتنتقل إلى الرفيق الأعلى بعد ثلاث سنوات من اعتقاله، وكان ذلك في خضم الشهر الأولى من الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

في السنوات الأولى من اعتقال سمير كان أفراد عائلته من الدرجة الأولى والثانية يزورونه، ولكن ومع انطلاق انتفاضة الأقصى في نهاية العام 2000، ازدادت إجراءات مصلحة السجون قسوة وبدأوا بحرمان سمير ورفاقه من الكثير من الحقوق المكتسبة التي حقوقها من خلال نضالاتهم، حيث لم يعد يُسمح بالزيارة سوى لأقربائه من الدرجة الأولى. الأدهى من ذلك أنه تم منع أقاربه من الدرجة الأولى من زيارته لأكثر من عام ونصف ولم يُعرف سبب كل هذه الفترة. ليتبين لاحقا أن الاحتلال لا يعترف بعلاقة القرابة بينه وبين أشقائه وشقيقاته بسبب عدم تحديث الاحتلال لسجل السكان لدى الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال. ومضى بعض الوقت حتى تمكن شقيقه وائل من استعادة هذه الصلة من خلال التوجه لمكتب وزارة الداخلية لاستعادة هذه الصلة وهذا الرابط العائلي وفق ما يكشف شقيقه وائل.

وقد عانى سمير وعانت معه العائلة من حالات موت وفقد لأفراد العائلة، ولم يُسمح له في أي منها بالخروج للمشاركة في مراسم الوداع والدفن ولو لبضع ساعات، بدءاً بوفاة والدته مروراً بشقيقه بشير الذي كان يكبره بثلاث سنوات وتوفي شاباً في الثالثة والأربعين من العمر عام 1999 ومن ثم وفاة أكبر أشقائه الحاج وليد في العام 2016 في اليوم الذي كان من المفروض أن يزوره فيه، ومن ثم وفاة آخر أعمامه في العام 2020، وانتهاء بوفاة ثاني أكبر أشقائه عماد في العام 2021 المنصرم.

وطوال فترة سجنه، ومنذ اللحظة الأولى لاعتقاله، واجه ويواجه سمير ظروفاً صحية صعبة، تتفاقم مع مرور الوقت، نتيجة ظروف التحقيق والاعتقال القاسية التي عاشها ويعيشها منذ تاريخ اعتقاله، وما يرافقها من إهمال طبي متعمد بحقه. ويعاني الأسير المقدسي من آلام متواصلة في كلتا يديه نتيجة للتعذيب الذي تعرض له خلال فترة التحقيق، وآلام حادة في مركز الأعصاب في العمود الفقري، بالإضافة إلى آلام حادة بالكتفين نتيجة لوجود تمزق بالعضلات وهو بحاجة إلى إجراء عملية للكتفين ولكن سلطات السجون الإسرائيلية تحرمه حتى من الخضوع للفحص والتصوير الطبقي داخل المستشفيات الإسرائيلية لتأكيد حالته الصحية وحاجته لإجراء العملية.


 

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: