مركز فلسطين: 1900 حالة اعتقال من القدس خلال 6 أشهر
القدس المحتلة- القسطل: صعّدت سلطات الاحتلال بشكلٍ كبير خلال العام الجاري 2022، من حملات الاعتقال التي استهدفت المقدسيين بكافة شرائحهم، حيث رصد مركز فلسطين لدراسات الأسرى 1900 حالة اعتقال لفلسطينيين من مدينة القدس المحتلة، خلال النصف الأول من العام.
وبيّن المركز في تقريرٍ له أن الاعتقالات خلال النصف من الأول من العام استهدفت كافة الفئات من الأطفال والنساء والقيادات الإسلامية والوطنية، إضافةً للمرضى وكبار السن والمرابطين في المسجد الأقصى، حيثُ رصد ما يزيد عن (1900) حالة اعتقال، وهي تُشكّل 50% من إجمالي الاعتقالات في أنحاء الأراضي الفلسطينية في تلك الفترة، والتي بلغت 3750 حالة.
وقال إن "ممارسات الاحتلال الإجرامية بحق المقدسيين وفي مقدمتها الاعتقالات المسعورة تهدف إلى استنزافهم وردعهم عن الدفاع عن المدينة المقدسة، والتصدي للاقتحامات المتصاعدة للمسجد الأقصى، وإفراغ المدينة من أهلها الأصليين، وتأتى تواصلاً الاستهداف المباشر للأقصى والمقدسات وللوجود الفلسطيني والمكانة التاريخية والدينية للمدينة المقدسة.
ووفقاً للتقرير بلغت حالات الاعتقال بين القاصرين من القدس (340) حالة، من بينهم 15 طفلاً تقل أعمارهم عن 12 عام، وأجبرت غالبية الأطفال الذين تم اعتقالهم على دفع غرامات مالية مقابل الإفراج عنهم.
بينما بلغت حالات الاعتقال بين النساء والفتيات (51) حالة من بينهن قاصرات ومُسنّات، تم الإفراج عن معظمهم بعد التحقيق لساعات.
وسجّل المركز أكثر من 700 حالة اعتقال من المسجد الأقصى المبارك، غالبيتهم تم اعتقالهم خلال يومٍ واحد في شهر نيسان/ آذار، بعد حصار المصلى القبلي، ونقلتهم في حافلات خاصة إلى مراكز التوقيف والتحقيق في القدس، وتم إطلاق سراح معظمهم بعد التحقيق معهم لساعات مقابل الإبعاد عن المسجد والبلدة القديمة لفتراتٍ تتراوح بين أسبوع وثلاثة أشهر، بينما مددت اعتقال ما يزيد عن 100 منهم لعدّة أيام ونقلتهم إلى سجون "الرملة، وأوهلي كيدار، ومجدو" قبل إطلاق سراحهم جميعاً، مقابل غرامات مالية.
وكان من بين المعتقلين 18 طفلاً وسيّدة، وبعد الإفراج عن المعتقلين تبيّن إصابة العشرات منهم بجروحٍ ورضوض مختلفة، نتيجة الاعتداء عليهم بالضرب والرصاص المطاطي ولم تُقدم لهم سلطات الاحتلال أيّ علاج خلال فترة الاعتقال.
وأوضح أن الاحتلال ونتيجة الاستهداف المُكثّف للمقدسيين قام باستحداث مراكز احتجاز أولية متنقلة وخاصة في منطقة باب العامود، يحتجز المعتقل في “المركز المتنقل” لأكثر من ساعة، يتعرّض خلالها للضرب وهو مُقيّد الأيدي والأقدام، قبل أن يتم نقله إلى مركز التحقيق، وكذلك تم تشكيل "وحدة خاصة" في مركز شرطة "المسكوبية" لاستقبال المعتقلين من شوارع القدس والتحقيق معهم.
ووفقاً للمركز، أصدرت محاكم الاحتلال 34 أمراً بالاعتقال الإداري بحق أسرى مقدسيين خلال الشهور الماضية، فيما أصدرت محاكم الاحتلال 800 أمر إبعاد بحق المقدسيين عن المسجد الأقصى، والشوارع والبلدات المحيطة به، إضافةً إلى إصدار 76 أمر حبس منزلي ما بين أيام وعدة أسابيع، وغرامات مالية باهظة.
وطالب مركز فلسطين بضرورة تعزيز مقومات الصمود لدى المقدسيين لدعمهم في مواجهة إجراءات الاحتلال ومحاولاته لإفراغ المدينة من أهلها، وتوفير الدعم القانوني المُكثّف لأسرى القدس وخاصةً فئة الأطفال والنساء، وتوثيق انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق المقدسيين والعمل على رفعها للمحاكم الدولية.