محمد نجيب.. قنابل الاحتلال جعلته عاطلاً عن العمل
القدس المحتلة- القسطل: هو الاحتلال يستهدف أبناء العاصمة المحتلة، يزجّهم في سجونه مراراً وتكراراً، يختطف زهرة شبابهم، ويلتهم القيد أجسادهم، وعقب الإفراج عنهم يُلاحقهم مُصيباً إياهم بالرصاص والقنابل؛ لتبدأ حكاية فصلٍ جديدٍ من المعاناة والصمود.
هذا الواقع يعيشه الشاب المقدسي محمد مراد نجيب، الذي يستهدفه الاحتلال باعتقالاته المتكررة منذ عام 2015، وما إن يُفرج عنه حتى يزجّه في قلاع الأسْر مرةً أخرى.
يقول نجيب لـ "القسطل" إن قوات الاحتلال تلاحقه بشكلٍ مستمر، تعتقله ومن ثمّ تُفرج عنه، وتُعيد الكرّة من جديد، لافتاً إلى أنه اعتُقل عام 2018 لمدّة 14 شهراً ونصف، وكان معه شقيقه الذي حُكم لمدّة 7 أشهر، إضافةً إلى غرامة مالية بقيمة 20 ألف شيقلاً.
وفي عام 2020، أعادت سلطات الاحتلال اعتقال نجيب لمدّة 18 شهراً، وعانق حريّته قُبيل شهر رمضان الماضي بأسبوعين.
عاد نجيب إلى قُدسه وعائلته، وإلى الرباط في مسرى الرسول "عليه السلام"، وفي الجمعة الثانية من رمضان، كان يؤدي صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، وما هي إلا لحظات حتى تحوّل المكان إلى ساحة حرب إثر إطلاق قوات الاحتلال الرصاص والقنابل تجاه المصلين والمرابطين.
ويضيف: "أُصبت بقنبلةٍ صوتية في يدي أثناء أدائي صلاة الفجر؛ وعلى إثر ذلك قُطعت لديّ الأوتار، ولا زلت أُعاني حتى هذه اللحظة".
بسبب هذه الحادثة فَقَد نجيب وظيفته، أصبح عاطلاً عن العمل في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي القدس.
وتابع بغصّة: "منذ لحظة الإفراج عني، أيّ قبل 3 أشهر، وأنا أبحث عن فرصة عمل مناسبة لوضعي الصحي.. كُنت أعمل في الكهرباء والآن بسبب قطع الأوتار لم أعد أستطيع العودة لهذا العمل، وأتلقى العلاج الطبيعي على أمل أن تعود كما كانت.. الحمد لله".
نجيب شابٌ مقدسي لا يعرف سوى الصمود والقوّة، لم يضيّع وقته داخل قلاع الأسْر بل استغلّ كل دقيقة للدراسة والتخطيط لما بعد الحريّة، حصل على شهادة الثانوية العامة، إلى جانب العديد من الدورات والشهادات، لكن واقع الأسرى المحررين في القدس بات غاية في الصعوبة.
وأوضح لـ "القسطل" أن الكثير من المؤسسات والمحال التجارية ترفض توظيف الأسرى المحررين بحجة "ملفاتهم الأمنية"، وطالب بالنظر في قضيتهم بشكلٍ جدي، وتوفير فرص عمل لهم في المؤسسات الفلسطينية "بكرامةٍ وسلام".