القدس الدولية: تساقط حجارة سور الأقصى مؤشراً خطراً يُحدِق بكافة التسويات الجنوبية
القدس المحتلة- القسطل: أكّدت مؤسسة القدس الدولية، اليوم الجمعة، أن تساقط حجارة سور الأقصى علامة على الخطر المُحدِق بالتسوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى، والتي لم ترمم منذ ما يقارب قرن من الزمن.
وأوضحت في بيانٍ لها، أنه خلال الأيام الماضية تكررت حوادث تساقط الحجارة من السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، وتحديداً في تسوية الأقصى القديم الواقعة تحت المسجد القبلي مباشرة، وقد تكرر ذلك في أيام 14 و16 من شهر حزيران/ يونيو، وفي الأول من تموز/ يوليو.
وقالت إن "هذا التساقط يأتي بعد مرور أكثر من 18 عاماً على آخر ترميم حظي به السور الجنوبي للمسجد الأقصى، وبعد التنبيه المتكرر من جهات عديدة للحالة الإنشائية للتسوية الجنوبية الغربية للأقصى"، مؤكدةً على أن الأخطار الإنشائية باتت كبيرة على الأقصى، وتفرض التحرك العاجل.
وأوضحت أن المسجد الأقصى بجهته الجنوبية بالكامل يقوم فوق مجموعة من التسويات التي ترفعه لتصبح أرضيته مستوية، وهذه التسويات من الشرق إلى الغرب هي؛ المصلى المرواني الذي بادر أهلنا في الداخل المحتل مع الأوقاف الإسلامية إلى ترميمه على مراحل ما بين أعوام 1994 حتى عام 2000، والتسوية الوسطى منها هي الأقصى القديم الذي يشهد هذه التساقطات للحجارة.
أما الغربية منها فهي مشابهة في البنية للمصلى المرواني لكنها مقطعة إلى آبار لتخزين مياه الأمطار، وتمتد على مساحة تزيد عن 5 آلاف متر مربع تصل المسجد القبلي بباب المغاربة غرباً، وتمتد من سور الأقصى جنوباً إلى ما بعد مصطبة أبي بكر الصديق شمالاً.
وتابعت أن "الساحة فوق هذه التسوية كانت هدف الاحتلال الأول للتقسيم المكاني منذ عام 2004 وما بعده، وقد أدت يقظة المرابطين والمرابطات إلى تحويل مصطبة أبي بكر الصديق إلى نقطة مواجهة أساسية دفعت المتطرفين إلى البحث عن زوايا أخرى في الأقصى فاتجهوا إلى الساحة الشرقية، وقد سبق لمؤسسة القدس الدولية أن وثقت ذلك بالشواهد في النسخة الأولى من تقرير عين على الأقصى التي صدرت في عام 2006".
ووفقاً للتقرير، أثبتت المراجعة التاريخية التي أجرتها المؤسسة بالتعاون مع عدد من الباحثين أن آخر عهد هذه التسوية بالترميم كان قبل 94 عاماً، وتحديداً في الإعمار الذي أجراه المجلس الإسلامي الأعلى عام 1928، وهناك جزء أُلحق بها جرى إغلاقه من مصلى البراق عام 1936، أي قبل 86 عاماً.
وأضافت أن "سلطات الاحتلال اغتصبت صلاحيات ترميم الجدار الغربي من المسجد الأقصى والمطل على هذه التسوية مباشرة في شهر كانون الثاني/ يناير من عام 2019، وهي تواصل منذ ذلك الحين أعمالها من دون أدنى اطلاع للأوقاف الأردنية أو لأي جهة عربية أو إسلامية".
وأشارت إلى أن شرطة الاحتلال بدأت في شهر رمضان الماضي منع مرور مركبات وجبات الإفطار من فوق هذه التسوية، وهذا يشير إلى أن هذه التسوية لا تحتمل الأوزان الكبيرة ومرشحة للانهيار بتقديرهم، خصوصاً أن حفريات الاحتلال قد أزالت 6 أمتار من الردم المحيط بالزاوية الجنوبية الغربية للأقصى على مدى عقود من أعمال الحفر العدوانية.
وشددت المؤسسة على أن الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى قد باتت خاصرة رخوة تتزايد فيها احتمالات الانهيار الجزئي أو الكلي، وأن الاحتلال يقف متربصاً بهذه الزاوية ليفرض تغييراً كبيراً في الوقائع بالأقصى.
وطالبت المؤسسة القوى الشعبية بأن تعدّ خطر فقدان التسوية الجنوبية الغربية للأقصى خطراً مركزياً مُحدقاً تُعطى له الأولوية، كما طالبت أوقاف القدس والحكومة الأردنية بضرورة تبيان الحالة الإنشائية لهذه التسوية المُعرّضة للخطر، والنظر إلى تساقطات الحجارة باعتبارها مؤشراً خطراً يُحدِق بكل التسويات الجنوبية للمسجد الأقصى، والتي يقوم المسجد القبلي فوقها.